يسترجع سكان ولاية الشلف اليوم ذكرى محرقة صبيح وهي الجريمة التي أباد فيها المستعمر الغاشم مئات الجزائريين من مختلف الأعمار والأجناس الذين ماتوا حرقا داخل المغارة الواقعة بقرية الدبوسة التابعة حاليا لبلدية الصبحة ولاية الشلف في 12 أوت من سنة 1845 ، هذه المحرقة ستبقى وصمة عار في جبين الاستعمار حيث ذهب ضحيتها ما يزيد عن 1500 شهيد استشهدوا حرقا داخل هذه المحرقة التي تدعى أيضا "شعبة لبيار" ويقول بعض المؤرخين أنه وبعد فشل كل محاولات الاستعمار الفرنسي بقيادة بليسي التستر على هذه الجريمة النكراء في حق شعب أعزل باءت بالفشل إلا أن المراسلات التي كتبها قادته كشفت عن فظاعتها ووحشيتها على غرار مراسلة "الماريشال بيجو" إلى العقيد "بيليسي" التي يأمره فيها بملاحقة أفراد قبيلة أولاد رياح بجبال الظهرة بمستغانم وارتكاب في حقهم محرقة مثلما فعل "كافينياك" في شهر جوان 1844 مع قبيلة صبيح بضواحي عين مران، وبما أن منطقة الظهرة التي كانت تمتد من (الشلف حاليا) شرقا إلى مستغانم غربا ،استعصت على قوات الاحتلال بفعل مقاومتي الأمير عبد القادر وبومعزة ، استمر المستعمر الفرنسي في محاولة منه لقمع الكفاح والمقاومات الشعبية في إتباع أسلوب المحارق والإبادة الجماعية حيث قام للمرة الثانية في الفترة ما بين 12 إلى 16 أوت من سنة 1845 بحصار واستدراج سكان قبيلة صبيح إلى إحدى المغارات بالمنطقة وتروي الرسالة التي بعثها "سانتارنو" إلى أخيه كيف فتك بمئات الجثث بعد أن حولهم إلى رماد داخل المغارة التي تقع في منطقة الشلف استعصت على قوات الاحتلال بفعل مقاومتي الأمير عبد القادر وبومعزة، استمر المستعمر الفرنسي في محاولة منه لقمع الكفاح و المقاومات الشعبية، في إتباع أسلوب المحارق والإبادة الجماعية، حيث قام للمرة الثانية، في الفترة ما بين 12 إلى 16 أوت من سنة 1845 بحصار واستدراج سكان قبيلة صبيح إلى إحدى المغارات بالمنطقة، مثلما أضاف السيد بليل.وتروي الرسالة التي بعثها "سانتارنو" إلى أخيه، كيف تجرد جنود المحتل بقيادته من كل معاني وقيم الإنسانية وقاموا بمحاصرة أفراد قبيلة صبيح داخل مغارة وسد جميع منافذها الخمس ومن ثم إضرام النيران وإحراقهم عن آخرهم. تتحدث مصادر فرنسية عن 500 شهيد ضحية محرقتي صبيح لكن أرقام الباحثين أثبتت أن الرقم أكبر بكثير وتفيد مصادر محلية وباحثين في تاريخ المنطقة عن استشهاد أزيد من 1500 شخص، علما أن المستعمر الغاشم حاول بكل الطرق أن تبقى مثل هذه الجرائم طي الكتمان والنسيان والتضليل.المنطقة زارها وزير المجاهدين السنة الماضية وكانت هناك وعود بإعادة الاعتبار إليها . و يأمل سكان المنطقة أن تستفيد هذه المغارة الشاهدة على جرائم المستعمر الفرنسي في حق الجزائريين والإنسانية بصفة عامة من إعادة الاعتبار والتأهيل لتكون مقصدا للمهتمين والباحثين في التاريخ ومختلف زوار الولاية مع التأكيد أن رمزية هذا المكان المرتبط بتضحيات جسام لأهل صبيح في مقاومة مستعمر مستبد لم يدخر أي أساليب قمعية ووحشية في مواجهة أشخاص عزل تستدعي التخليد بنصب تذكاري أو جدارية على الأقل من شأنها توثيق نضال هذه المنطقة في ذاكرة الجزائر والتاريخ بصفة عامة.