تضاعف الطلب على الكريمات الواقية من الشمس يُفاقم الظاهرة مواد التجميل المقلدة تهدد صحة المستهلك

تضاعف الطلب على الكريمات الواقية من الشمس يُفاقم الظاهرة مواد التجميل المقلدة تهدد صحة المستهلك
وهران
*منتجات طبق الأصل للعلامات التجارية المقلدة وبأسعار تنافسية *منظمة حماية المستهلك "أبوص" تطالب بتحريك دعاوى قضائية ضد الورشات السرية المتخصصة في تزييف هذه المنتوجات * مصالح التجارة تكثف من عمليات المراقبة عبر الأسواق تلقى مواد التجميل رواجا كبيرا حيث أن الكثير من المحلات تخصصت في بيعها لزيادة الطلب عليها ، وفي هذه الفترة المتزامنة مع الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة راجت تجارة الكريمات الواقية من الشمس من مختلف الأنواع والأشكال والعلامات، ونظرا لارتفاع الطلب عليها لدورها الكبير في الوقاية من أشعة الشمس ما فوق البنفسجية الخطيرة بنوعيها "أ" و"ب" تضاع إنتاج العلامات المقلدة من هذه الواقيات وأصبحت تباع بالعديد من محلات مواد التجميل. وخلال جولة سجلنا تباين في الأسعار وكدا عرضها إلى جانب المنتوج الأصلي وغالبا ما يكون هذا الأخير بأسعار مرتفعة على الرغم من أن هنالك وفرة في العرض. و في ذات السياق أوضح السيد الحاج علي عبد الكريم رئيس المكتب الولائي لمنظمة حماية المستهلك بوهران "أبوص" أن ترويج المواد التجميلية المقلدة يعاقب عليه القانون و التقليد يعتبر جنحة تعقبها متابعات قضائية وعقوبات. و التقليد في المواد التجميلية اليوم أصبح بكثرة لأن المنتجات الأصلية تحتاج إلى رخصة لاستيرادها و بالتالي لما يكون الطلب أكثر من العرض تزدهر تجارة المقلد و يرتفع السعر . و تقليد العلامات التجارية غالبا ما يشكل خطرا على صحة المواطن وفي حالة واقيات الشمس تهلك البشرة فلا الكريم المقلد يحمل نفس فعالية الأصلي، و كثرة التعرض لأشعة الشمس يزيد الضرر على البشرة لأن المستهلك يعتقد أنه محمي عن طريق الواقي غير الأصلي الذي يستعمله سواء عن علم أو غير علم منه خطوصا وأن المزيف أصبح نسخة طبق الأصل ويصعب التفريق بينهما ، كما أنه لا يخضع للمراقبة و لا يستجيب لمعايير الجودة. و الشيء الآخر هو أن المواد التجميلية المقلدة أصبحت تطغى على معظم المحلات و المشرع الجزائري يحارب التقليد و منظمة حماية المستهلك "أبوص" تؤسس كطرف مدني في مثل هذه القضايا التي تضر بصحة المستهلك و لكن قبل ذلك يجب أن يودع صاحب العلامة التجارية التي تم تقليدها شكوى لدى العدالة ليتم على إثرها تحريك الدعوى القضائية العمومية. أما بالنسبة للمواد التجميلية الأصلية فالكثير منها يتم استيراده حاليا عن طريق الحقائب أو ما يعرف لدى عامة الناس بـ "الكابة" و بالتالي هي طريقة للتهريب و تسبب خسائر للاقتصاد الوطني لأنه استيراد لا يخضع للإجراءات القانونية المعمول بها في هذا المجال، وغالبا ما تكون أسعار منتجات "الكابة" مرتفعة و غير مناسبة للجميع و هذا شيء غير قانوني لأنها تعتبر في نظر القانون تهريب. و على صعيد آخر يوجد بعض المنتجات التجميلية مصنوعة من مواد محظورة في بلادنا مثل شحوم الحيوانات. وفي هذا الإطار تقوم مفتشية التجارة عبر الحدود بتحليل عينات من المنتجات المستوردة لكن ما يتم تهريبه يفلت من التحاليل المخبرية وعلى هذا الأساس نجد بعض المنتجات التجميلية الحاملة لعلامات معروفة عالميا تصل إلى السوق عن طريق "الكابة لأن استيرادها ممنوع لاحتوائها على مكونات مضرة ومحظورة محليا. * المقلد يُباع إلى جانب الأصلي في معظم المحلات و في ذات السياق فقد قامت إحدى الشركات المتخصصة في صناعة مواد التجميل بالمنطقة الصناعية حاسي عامر بوهران برفع شكوى لدى محكمة أرزيو بسبب تقليد إحدى علاماتها التجارية ونذكر منها صابون حامل لعلامة تجارية معروفة عالميا و هو يُنتج عبر ورشات سرية ببعض الولايات . و تطالب منظمة حماية المستهلك بمنحها الحق في تحريك دعاوى قضائية ضد بعض العلامات التجارية المقلدة والرائجة في بلادنا لان هنالك أضرار على الصحة العمومية و المواطن في خطر ما دام يستعملها على البشرة والعيون و الجسم والأخطر أن الأمر انتقل إلى المنتجات الخاصة بالعناية الجسدية للأطفال كالشامبو والعطور والزيوت وغيرها فالكثير من العلامات التجارية المخصصة للأطفال صارت مقلدة و كما هو معلوم أن بشرة الطفل حساسة وعليه تدعو منظمة "أبوص" السلطات المعنية إلى التحرك في هذا الأمر لأن الظاهرة تفاقمت. وتضيف مصادرنا أن منظمة حماية المستهلك تمتلك مخابر خاصة فبعد دخول أي منتوج للسوق يتم إجراء التحاليل عليه و في حال عدم مطابقته للمعايير تُقدم شكوى إلى مديرية التجارة لتجري التحاليل بدورها عليه واتخاذ الإجراءات اللازمة بوقف إنتاجه وتسويقه إذا كان غير مطابق للقوانين التجارية الجزائرية وتكثف مصالح التجارة مؤخرا من عمليات مراقبة هذه المنتجات عبر الأسواق وتحارب المنتوج المقلد لأن أضراره أكثر من منافعه. *مكونات سامة تسبب أمراضا خطيرة وسرطانات و يرى أطباء الجلد أن استعمال الكريمات ومواد التجميل المقلدة قد يدمّر البشرة ويتسبب في أمراض خطيرة فهذه المنتجات لا تخضع لأي معايير أو تحاليل وأصحابها يسعون فقط وراء الأرباح دون الاهتمام بما تخلفه من أضرار صحية جسيمة على المستهلك، وقد ازداد انتشار ذلك بالتزامنِ مع انطلاق الحملات الإعلانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ فقد أصبحت سهلة الوصول لذلك من الضروري الوقوف على أضرار مستحضرات التجميل المقلدة جملة وتفصيلاً و من الاخطار ارتفاع نسبة المعادن السامة وأخطرها "البارابين" وتتجه شركات مستحضرات التجميل المقلدة إلى استخدام مواد سامة في تركيبة المكياج والكريمات، دون أي أدنى اهتمام بما يخلفه من نتائج سلبية، ومن أبرز المعادن السامة التي ثبت وجودها في المستحضرات المقلدة الزئبق، وهو من المواد السامة المؤثرة سلباً على الجهاز التنفسي والعصبي والمناعي بدرجة عالية. وكذلك الرصاص إذ تحتوي مستحضرات التجميل المزيفة على نسبة مرتفعة من الرصاص أي أضعاف الكمية المسموح بها، بالتالي التأثير سلباً على أهم وظائف الجسم منها الإنجاب، الكبد والكلى وغيرها. كما أثبتت الدراسات أنها قد تكون سببا للإجهاض والسرطانات ، إضافة إلى المركبات السامة التي لا تأبه الشركات المنتجة لإدراجها كالألمنيوم، ويجدر التنويه إلى تأثيره الصحي على الأعصاب والنمو والجهاز التناسلي، كما قد يكون سبباً في الإصابة بالسرطان. كما تعتبر الحساسية إزاء المكونات من أكثر الأضرار انتشاراً، فإن مكونات المكياج المزيف تسبب ظهور ردود الفعل العكسية ما بين متوسطة وشديدة وخطيرة، وذلك نتيجة إخفاء بعض المكونات المسببة لذلك عن ملصق العبوات، وبالتالي ظهور الطفح الجلدي وتقشر البشرة والمنطقة التي توضع فيها هذه المستحضرات كالتهاب العين عند تطبيق أيٍ من أنواع المكياج المقلد في المنطقة المحيطة بالعينين ، وتفاقم مشكل الهالات السوداء نتيجة احتواء المنتج على مواد ضارة بالجلد.

يرجى كتابة : تعليقك