شاطئ "المطربة" الجميل محصور وضيق، لا يتجاوز طوله 450 م، أما عرضه فيتراوح بين 5 و 10 أمتار ، يقع تحت منحدر جبلي، يعلو عن سطح البحر بحوالي 50 م ، جغرافيا يحده من الجهة الغربية شاطئ سيدي المجدوب، أما شرقا فيتوقف شاطئ "المطربة" عند شواطئ صغيرة صخرية وضيقة، منها شاطئ "سيدي السردوك" ، "العوينة" و" مولان بيكور"، في الجهة الجنوبية تحده محطة دوران القارب المكسور أما الواجهة الشمالية فيطل على البحر الأبيض المتوسط .
شاطئ "المطربة" لا يقل أهمية عن بقية شواطئ مدينة مستغانم من حيث الموقع والرمال الصافية ونقاوة البحر والمنظر الجميل ... هذه المميزات وغيرها هي التي جعلت منه خلال هذه السنوات الأخيرة مقصد المصطافين القادمين من مختلف جهات الوطن، وحتى من خارج البلاد ، حيث باتوا يتوافدون عليه بأعداد غفيرة وهذا رغم ضيق شاطئه، بالعودة إلى ماضي "المطربة "، لم يكن في البداية شاطئا للاستجمام والراحة ومقصد أحباب الطبيعة، وإنما كان مكانا مخصصا، ترسو فيه قوارب الصيادين المختصين في اصطياد سمك السردين والبوقا ، الأخطبوط ، الصفصاف وغيرها من أنواع الأسماك المفضلة عند ساكنة مستغانم، وقد اكتشف الصيادون هذا الشاطئ في أربعينات القرن الماضي، وعرف مع مر الوقت نشاطا واسعا، خاصة وأن الأزمة الاقتصادية كانت ضاربة أطنابها وسط الساكنة القاطنة بأحياء "تيجديت" وقادوس المداح ، السويقة ، حي بنيرات ، فيلاج النمل ،ما دفع بالشباب إلى الإلتفاف حول هذا الشاطئ وجعلوا منه موردهم الأساسي، وهكذا ظهرت حرف مختلفة ذات علاقة بالتجارة السمك ، منها خياطة الشباك وصناعة أكياس الحوت الخشبية والتبريد، إلى غاية وضع شبكة من الناقلين وبائعي السمك عبر الأحياء وسوق السمك بحي الدرب وسط مدينة مستغانم، قبل أن يحول إلى السوق المغطاة .
في نهاية خمسينيات القرن الماضي عرف شاطئ "المطربة" انتعاشا كبيرا بعد بناء أحياء شعبية قريبة منه، على غرار "حي ديار الهانة" و"حي براريك القبطان" التي أنجزت في إطار مشروع قسنطينة 1958 ، هكذا ارتفعت نسبة سكان هذه المنطقة وازدهرت تجارة السمك، لكن بعد استرجاع الجزائر سيادتهما وهدم "حي براريك القبطان" في بداية الأمر من جهة وفتح عشرات المؤسسات الصناعية من جهة أخرى فقد شاطئ "المطربة" البعض من رونقه وبدأ يُفرغ من قاطنيه ، إلى أن أصبح تقريبا خال من الصيادين، وتبعته الحرف التي ظهرت في عهده الذهبي ، في سبعينيات القرن الماضي تحول هذا الشاطئ من شاطئ صيد إلى شاطئ استجمام وراحة، حيث كان مزارا خاصا لأبناء مستغانم، كما كان الأمر جاري في شواطئ سيدي "السردوك" و"العوينة" و"مولان بيكور" وغيرها ، فيما كان أغلبية ساكنة مستغانم يجدون ضالتهم في شاطئ سيدي المجدوب و "صالمندر" .
في تسعينيات القرن الماضي بدأت ولاية مستغانم تتحول شيئا فشيئا من ولاية زراعية إلى ولاية سياحية بامتياز، خاصة بعد إنجاز العشرات من المرافق السياحية، فتضاعف عدد الزوار مرات على مختلف شواطئ مستغانم، بما فيها شاطئ "المطربة"، وهذا لما بات يقدمه هو الآخر من خدمات للسياح ، واليوم شاطئ "المطربة" صنع لنفسه اسما ومكانة بين الشواطئ المستغانمية،حيث بات معروفا ومقصدا للزوار حتى من جنوب البلاد الذين ينبهرون عند غروب الشمس وما تشعه من ألوان قل ما نجدها في أماكن أخرى .