يقدر طول ساحل ولاية مستغانم ب 124 كلم، أغلب شواطئه رملية مترامية الأطراف تقطع أنفس كل من رآها أو أخذ فيها قسطا من الراحة، رغم هذا لا تخلو شواطئ مستغانم من الشواطئ الصخرية الغرانيتية، الصعبة المنال والخالية من النبات والتي لا يقصدها الناس كثيرا .
شاطئ "صخرة الإخوة الثلاثة" / Rocher des trois frères" الذي يمتد على طول 1.5 كلم يندرج ضمن هذه الشواطئ التي تخول من كل ما له علاقة بعالم السياحة أو الترفيه، وهو ينحصر بين شاطئي سيدي المجدوب غربا و مؤسسة "سوناغتار / Sonaghter" لتوليد الكهرباء شرقا ، أما من الجهة الجنوبية فيحده جبل الديس الشامخ والبحر الأبيض المتوسط شمالا .
ونظرا لطبيعته الصعبة ألصقت به عدة قصص وخرافات خيالية وأخبار تخيف السامعين أكثر من ما تبهجهم. فالبعض من هذه الحكايات تعود إلى أزمنة غابرة، منها حكاية الإخوة الثلاثة الذين تعودوا على السباحة في هذا الشاطئ الصخري، وفي إحدى الأيام، دخل أحدهم و كان يرتدي قلادة ذهبية فلم يخرج من البحر، تبعه أخوه لإنقاذه فكان مصيره هو الآخر الغرق، وفي محاولة يائسة أراد الأخ الثالث إنقاذ أخويه، لكن البحر ابتلعه، ومنذ ذلك الوقت أُطلق على هذا الشاطئ، بصخرة "الإخوة الثلاثة"، فيما تقول رواية أخرى بأن هذه التسمية أطلقت على هذا الشاطئ نسبة إلى الصخور الثلاثة المعلقة جنبا إلى جنب بكل كبرياء عند مدخل الجهة الغربية من الشاطئ، تماما كما هو الحال بالنسبة لشاطئ واد عبد الله بالغزوات الذي ترتفع في مياهه صخرتان كبيرتان متقابلتين، أما القصة الثالثة تقول بأن شاطئ "صخرة الإخوة الثلاثة" ينمو بها "بلح البحر les moules/" ، وهو كائن بحري رخوي يعيش في المناطق الساحلية، وكان شباب مستغانم القاطنين خاصة بأحياء تيجديت وأحياء أخرى يلجأون إليه لجمع بلح البحر وبيعه للإسبان أصحاب الحانات المتواجدة بأعالي منطقة خروبة، إلا أن هؤلاء لم يكتفوا بجمع بلح البحر الناضج فراحوا يجمعون حتى من هو في طور النمو، عندها أطلقت إشاعة تقول بأن هذا الشاطئ ظهرت فيه امرأة جميلة ترتدي لباسا أحمرا ، تمشط شعرها الطويل بكل أناقة وتجلب الناظرين إليها وكل من يدقق فيها تأخذه معها داخل البحر، فتوقف الشباب عن الذهاب إلى شاطئ "صخرة الإخوة الثلاثة" لمدة سنتين كاملتين ..
وآخر خرافة ألصقت بهذا الشاطئ هو سماع صوت انفجارات تخرج من قاع البحر، ما دفع بالجميع إلى الابتعاد عن هذا الشاطئ ، وما زاد في إدخال الشك في نفوس الناس، هو بقايا القوارب التي ارتطمت بصخوره وتجمعت بشواطئه،وكذا لفظ البحر خلال السنوات الأخيرة جثث 8 حراقا، هذه البعض من القصص الخرافية التي ألصقت بهذا الشاطئ الذي يمتنع الزوار عن زيارته أو الاستجمام فيه إلى اليوم، لذا فهو يخلو من المصطافين والصيادين، ورغم هذا بإمكان الفاعلين في الحقل السياحي أن يجعلوا منه معلما من معالم مستغانم السياحي".