أكد المختصون في الأمراض المزمنة والتغذية أن الاستهلاك الغذائي العقلاني كفيل بالمحافظة على المنافع العلاجية للصيام خاصة مع وجود بدائل للأطباق الغنية بالدهون والسكريات التي غالبا ما تضر بالصحة.
و أوضحت البروفسور سامية زكري مختصة في التربية العلاجية بالمؤسسة الاستشفائية العمومية لبئرطرارية (الجزائر العاصمة) أن هذا الاستهلاك غير المنتظم وغير المتوازن قد "يضع في غالب الأحيان المستهلك في وضعية صحية حرجة قد تدفع به الى الاستعجالات الطبية وحتى دخوله في غيبوبة بالنسبة للمصابين بالأمراض المزمنة".
و أضافت في هذا السياق أن الملاحظ بالمجتمع الجزائري خلال الشهر الفضيل وكأن الاسر في "سباق طبخ كبير" دون مراعاة الجوانب السلبية لهذا الاستهلاك المفرط لوجبات غنية بالدهون والسكريات قد تضر بالصحة.
كما ذكرت على سبيل المثال بالتناول المفرط للأطباق والمواد الغذائية الغنية بالسكريات على غرار المشروبات الغازية والكمية الكبيرة من الخبز حيث أن "خبزة واحدة تحتوي على ما يعادل 25 قطعة من السكر" حتى وان كان المستهلك لا يشعر-حسبها - بطعم هذه النسبة عند المذاق "وهي نفس الكمية أو اكثر موجودة بخبز الطاجين والكسرة".
و توصي البروفسور زكري في هذا الإطار إلى تعويض هذه المشروبات الغازية بالمياه التي تضاف لها مواد طبيعية على غرار عصير الليمون و أوراق النعناع ما يجعل منها مشروب صحي ومنعش في حين يتم تناول في مقدمة الإفطار أنواع مختلف من السلاطة المشكلة من الخضروات الطازجة ثم تناول بعدها الأطباق الأخرى بدون افراط.
كما تنصح بتناول نوع واحد من الفاكهة خاصة اذا كان الصائم قد استهل وجبه الإفطار بالتمر حتى لا يرتفع نسبة السكر بالجسم أكثر من النسبة المحددة و بالتالي يعرض صحته الى الخطر.
و فيما يتعلق بأنواع الحلويات التي تقدم خلال السهرة الى جانب القهوة أو الشاي شددت ذات الاخصائية على "تناول كمية قليلة جدا" من نوع واحد, الزلابية أو قلب اللوز, وليس الاثنين معا خاصة وأن "قطعة واحدة من هذا النوع من الحلويات يحتوي عل ما يعادل 17 قطعة من السكر"-حسبما ذكرت-.
و فيما يتعلق بالأشخاص الذين يعانون من الآم بالقولون ويتعذر عليهم تناول الخضر الطازجة في مقدمة وجبة الإفطار فينصح بتناول خضر تطبخ على البخار أو بالماء المغلي كما دعت من جهة اخرى إلى طهي "البوراك" بالفرن بدلا من القلي لتفادي الإستهلاك المفرط للدهون.
و دعت من جهة اخرى الى تناول كمية كبيرة من الماء اي ما يعادل ليترين ما بين وجبتي الافطار والسحور مع محاولة المشي أو القيام بالحركة لمدة 30 دقيقة على الاقل حفاظا على منافع الصيام على الصحة.
و أكد الدكتور سمير كيبور صيدلي وأخصائي في التغذية السليمة أن مختلف شرائح المجتمع تقبل على اقتناء ادوية مسكنة للآلام الجهاز الهضمي خاصة خلال الشهر الفضيل وذلك نتيجة الاستهلاك المفرط وغير المنتظم مما يشكل لديهم ازمات صحية بعد وجبتي الافطار والسحور.
كما أوضح أن المجتمع الجزائري تعود على الاستهلاك المفرط خلال الشهر الكريم حيث يجتهد على الحفاظ على الجانب الروحي ويهمل فيه الجانب الاقتصادي و الصحي مذكرا استنادا إلى دراسات علمية في مجال التغذية بالنتائج الايجابية ومنافع الصيام إلى جانب ما جاء في القرآن الكريم.