عادت الجمهورية لتشارك عابري السبيل و والمحرومين والمحتاجين والأجانب من المسلمين إفطارهم، وهذه المرة بقاعة "ميدياتيك" بالمكتبة الجهوية بختي بن عودة "الكاتيدرائية سابقا "، وهو الإفطار الذي ينظمه الهلال الأحمر الجزائري فرع وهران كل سنة.
بداية تغطيتنا لهذه المبادرة الإنسانية التي يعكف فرع وهران للهلال الأحمر الجزائري على تنظيمها خلال كل شهر رمضان ، انطلقت منذ الصبيحة، حيث كانت لنا زيارة للفريق المكلف بطهي وطبخ الوجبات التي تقدم للصائمين ، مع كل من أمين صلاي ، السيدة مجادي والنشيط بن دلة و بقية رفاقهم في هذا العمل الخيري ، وللأمانة أننا لمسنا ترحابا كبيرا من قبل المشرفين على هذه العملية الذين سهلوا مهمة تغطيتنا للحدث وتجاوبوا مع كل استفساراتنا و أولى الانطباعات، كانت بتعبير عن قيود البروتوكول الصحي خلال هذا الشهر الفضيل مقارنة بآخر سنتين، ما منحهم حرية أكبر في هذا النشاط و العمل ، ولعل أكثر ما وقفنا عليه، هو تلك الروح المفعمة بالحيوية في العمل والنزعة إلى إرساء قيم التضامن والتآزر والرحمة ومساعدة المحتاجين، في صور تؤكد على أن الخير لم ينقطع، مع مؤسسة عريقة في العمل الخيري التطوعي ألا وهي الهلال الأحمر الجزائري فرع وهران، الذي يترأسه الأستاذ العربي بن موسى.
واختار القائمون على الهلال الأحمر بعاصمة الغرب الجزائري مقر "ميدياتيك" التابع للمكتبة الجهوية بختي بن عودة "الكاتدرائية" وبالعودة لموائد الرحمة التي رافقنا الهلال الأحمر في تحضيرها، ومع صلاة العصر يكون قد انتهى الثنائي بن دلة و مجادي صارة رفقة الفريق العامل من تحضير ألذ الأطباق الرمضانية على حسب برنامج لائحة الوجبات المسطر كل يوم ، ليفتتح المجال بعدها للفريق المكلف بتحضير الموائد الذي يشرف عليه "عمي بوراس محمد" أحد كبار المتطوعين و المكونين في العمل الخيري بالهلال الأحمر الذي يسجل حضوره لرابع مرة خلال شهر رمضان قادما من غرداية نحو وهران ، إلى جانب الدكتور في علم النفس النشيطة إيناس العائدة مؤخرا من السينغال ، في رحلة توعية في أدغال إفريقيا و مع حلول الساعة السادسة زوالت ينطلق وفود الصائمين في التجمع عند مطعم الهلال الأحمر من الرجال و حتى العنصر النسوي المخصص لهم أماكن مع العائلات المعوزة أيضا.
--حوالي200 وجبة تقسم يوميا--
كما أفاد القائمون على هذه المبادرة أنه يتم توزيع 200 وجبة ساخنة بين الإفطار و حتى للراغبين في اقتناء الوجبات للسحور معهم ، كما أن للهلال الأحمر الجزائري فرع وهران العديد من الأنشطة الخيرية التي ترافق موائد الرحمة كتوزيع قفة رمضان بالمقر المركزي بنهج جيش التحرير بواجهة البحر ، إلى جانب حملات التبرع بالدم التي تنظم بالتنسيق مع مختلف فعاليات المجتمع المدني و مديرية الصحة و التي تكون جلها بعد الإفطار.
--عمي محمد بوراس مثال في العمل التطوعي--
لرابع مرة على التوالي يسجل عمي محمد بوراس حضوره مع هلال الأحمر الجزائري فرع وهران قادما من ولاية غرداية و هو الذي انضم إليه منذ سنة 1981 بعد أن انطلق ناشطا ومتطوعا في الكشافة الجزائرية . و رغم تقدمه في السن أين دخل العقد السابع ، إلا أن عمي محمد بوراس يحرص كل الحرص على التواجد في مختلف ربوع الوطن تارة متطوعا و تارة أخرى مكونا مع مؤسسة عريقة في العمل الخيري و التطوعي كالهلال الأحمر الجزائري ، عمي محمد الذي يأبى الظهور و الواجهة ويفضل أن تكون كل أنشطته سرا ، افتككنا منه تصريح بشق الأنفس وبمساعدة النشيطة الدكتورة إيناس ، أين اكتفى بالقول " أجد راحة و متعة في العمل الخيري و كانت لنا العديد من الصولات و الجولات داخل و خارج البلاد و اليوم نعمل على مرافقة الجيل الحالي من المتطوعين الذي يتسم بحماسة الشباب".