قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية, اليوم الجمعة, أن غزة أصبحت "مقبرة للأطفال" وذلك في الوقت الذي يكثف فيه الكيان الصهيوني من غاراته الجوية على القطاع, مشيرة إلى أن الغارات الجوية الصهيونية "تنهمر ليلا ونهارا ومن الشمال إلى الجنوب" على غزة. وأبرزت الصحيفة في مقال على موقعها الالكتروني, أن "أكثر من 3700 طفل قتلوا في غزة" منذ 7 أكتوبر الماضي, بحسب السلطات الصحية في قطاع غزة, مضيفة: " لا تشعر العائلات بالحزن على خسائرها فحسب بل على ما يبدو وكأنه فقدان جيل كامل". وأوردت في السياق, تصريحا لمدير "منظمة إنقاذ الطفولة" في الأراضي الفلسطينية جيسون لي, الذي أكد فيه أن الأطفال يشكلون 2 من كل 5 وفيات بين المدنيين في غزة, ولا يشمل ذلك نحو 1000 طفل, بحسب التقديرات, الذين ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض. وقال جيسون لي: "نحن الآن في وضع يقتل فيه طفل كل 10 دقائق". وتواجه العائلات في غزة, بحسب الصحيفة, "خيارات مؤلمة أثناء بحثها عن الأمان", مستدلة بمعطيات السلطات الفلسطينية بغزة, التي تشير إلى أن أكثر من 9 آلاف شخص من سكان غزة لقوا حتفهم حتى الآن في العدوان الأكثر دموية في قطاع
غزة. كما استدلت ببيان لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة, الذي صدر يوم الأربعاء الماضي, والذي دعا
إلى وقف إطلاق النار, لأنه "لا يوجد منتصر في حرب يقتل فيها آلاف الأطفال", كما أشارت إلى أنه "خلال ثلاثة أسابيع فقط من الحرب في قطاع غزة تجاوز عدد الأطفال الذين قتلوا, العدد الإجمالي للقتلى في جميع مناطق النزاع في العالم في أي عام منذ عام 2019", حسبما ذكرت منظمة إنقاذ الطفولة الخيرية العالمية, الأحد الماضي. وقال المتحدث باسم /اليونيسف/ جيمس إلدر, في مؤتمر صحفي, قبل أيام: "لقد أصبحت غزة مقبرة للأطفال". مؤكدا "أنه جحيم حي للجميع". وأشارت الصحيفة إلى أن "معظم أطفال غزة عاشوا بالفعل حروبا متعددة", لافتة إلى أن ما يقرب من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون شخص تقل أعمارهم عن 18 عاما, وفقا للأمم المتحدة. كما أبرزت الصحيفة ذاتها, ما يعانيه الأطفال النازحين الذين يعيشون في الشوارع أو في خيام في مخيمات مؤقتة وفي كل مكان في غزة, ناهيك - تضيف - عن " نقص حاد في المياه والغذاء والدواء", مشيرة أيضا إلى "حالات الجفاف والإسهال التي يمكن أن تكون مميتة والتي تتزايد عند الأطفال".
ونقلت الصحيفة, رواية تتناول قصة رجل فلسطيني اسمه يوسف شرف (38 سنة) فقد الكثير من أفراد عائلته من بينهم أبناءه الأربعة وزوجته ووالديه وأشقائه الثلاثة وشقيقتيه وأعمامه وزوجاتهم والعديد من أطفال العائلة و الذي أكد لها, أنه يحاول منذ أكثر من أسبوع انتشال جثث أطفاله الأربعة المدفونين تحت منزله المدمر في مدينة غزة. كما تناولت الصحيفة الأمريكية روايات أخرى كثيرة, لأطفال قتلوا بسبب القصف المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.