اختارت وهران المدينة المتوسطة أن تكون رائدة في صناعة الترفيه ، فحددت وجهتها وضبطت بوصلة مشاريعها صوب انجاز كوكتال متنوع من المرافق والمنشات والفضاءات الرياضية والثقافية والتسلية ، جمعت بين الاستثمار العام والخاص وانصبت في قالب استقطاب أكبر عدد من الزوار و والسياح الأجانب تحت عنوان صناعة جذابة وخدمات متميزة .
لم تعد الباهية تلك المدينة الساحلية التي تولي اهتماما كبيرا لموسم الاصطياف من خلال برامج خاصة تضمن لها نجاح الموسم وتحقق دفعا قويا في السياحة الشاطئية ، ولم تعد وهران عاصمة الغرب الجزائري محطة سياحية موسمية فقط ، تكتفي بورشات التهيئة وعمليات التحسين الحضري بالكورنيش الغربي والشرقي تحضيرا لاستقبال المصطافين من داخل وخارج الوطن ، ولم يعد البرنامج التنموي المخصص للولاية يقتصر على المشاريع السكنية والصناعية بل تعدتها بأشواط كبيرة استطاعت من خلالها تحقيق التحول الجذري من مدينة سياحية إلى قطب رائد في صناعة الترفيه في مجالاته المتنوعة .من يتردد على الباهية وهران في المناسبات والمواسم ، يلمس هذا التغيير والنقلة الكبيرة في فضاءات التسلية ومساحات الترفية المغلقة والمفتوحة ، ومن سمحت له الفرصة لتنظيم زيارة استجمامية لأول مرة بالمدينة المتوسطية يقف أمام تنوع متكامل ومنسجم في المرافق التي تضمن لزبائنها خدمات راقية وتقدم عروضا خاصة تتماشى و المستوى العالي الذي بلغته وهران في ال 3 سنوات الأخيرة .بين المشاريع العمومية و الاستثمار الخاص سلكت وهران سكة الرفاهية وجودة الخدمات للعائلات التي تختارها كوجهة مفضّلة لقضاء عطلتها السنوية ، أو عطلة نهاية الأسبوع ومددت بساط المنتزهات وفضاءات الترفيه والتسلية بالأحياء والمساحات المفتوحة ، وتعددت أزرار المتعة والفرجة وأصبح للوافدين حرية الاختيار بين الاستجمام بالحدائق والمرافق العمومية وبين المراكز التجارية الكبرى التي خصصت حيز كبير من استثماراتها للنشاطات الترفيهية لتكون المرفأ الذي يحط فيه الزائر. في مدة زمنية قصيرة تسلقت وهران السلم ولم يعد التحليق في سماء الراحة النفسية و الفرجة عبر رحلة واحدة ، رحلة حديقة التسلية "الماناج" بالحمري واستثمرت بمؤهلاتها المادية والبشرية في قطاع صناعة الترفيه من فتح منتزهات جديدة تمتد على مساحات كبيرة تفوق الهكتارات كالحديقة المتوسطية والأمة العربية و سيدي امحمد والبركي وبن باديس والسلام وخميستي وعين الترك التي تبقى نقاطا مفتوحة لاستقبال الزوار على مدار أيام الأسبوع ، إلى تهيئة المساحات الخضراء المجهزة بالعاب الأطفال و موزعة على أحياء من شرق وغرب المدينة تمّ تدعيمها بأكشاك لبيع المرطبات والحلويات بمعايير ومقاييس عالية الجودة تستهوي الكبير قبل الصغير .وإن كانت هذه المواقع قد فتحت باب الاستجمام فقد أصبحت بالمقابل مصدر رزق للعديد من الشباب الذين تمكنوا من عرض نشاطات خدماتية موسمية للعائلات سواء عن طريق أجنحة الصناعة والحرف التقليدية ، أو من خلال معارض فنية متخصصة تستعرض تراث المنطقة وطقوسها الشعبية. واستكمالا لنفس المسار فتحت الدولة المجال أمام الخواص للاستثمار في القطاع تمخض عنه استحداث 7 منتجعات ترفيه بمواصفات عالمية تُقدم أحدث الابتكارات في عالم الألعاب والتسلية بتسعيرات متفاوتة من 600دينار فما فوق استطاعت هي الأخرى أن تكسب رهان صناعة الترفيه وتتمكن من ولوج هذا الفضاء من بابه الواسع .المرافق الرياضية التي حظيت بها وهران هي الأخرى تزامنا مع احتضان وهران الطبعة ال 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط شاركت وبنسبة كبيرة في احتكار هذا النوع من الصناعة ، بعدما تقرر وبداية من شهر أوت 2023 فتح المسبح الاولمبي ميلود هدفي للجمهور مسجلا توافدا كبيرا للمصطافين أمام ما تمنحه هذه التحفة الرياضية من نشاطات لهواة السباحة والرياضيين على حد السواء دون أن ننسى القرية المتوسطية التي تم تخصيص حظيرتها لاستقبال الضيوف خلال موسم الاصطياف ومنه الرفع من طاقة استيعاب قطاع الفندقة بالولاية ما عجل من افتكاك لقب نجمة المتوسط .