يحرص الباحث في التاريخ فاضل عبد القادر من ولاية مستغانم، على أن تكون أعماله مرجعا تاريخيا هاما للطلبة والباحثين، لذلك يقوم دائما بتسجيل وتأريخ شهادات المجاهدين حول وقائع الثورة التحريرية المجيدة، وهو حاليا يعكف على تأليف كتاب بعنوان " مستغانم، مدينة الفن والتاريخ"، الذي يحوي تسجيلات هامة وشهادات قيّمة استطاع جمعها من خلال الحصة التي كان يقدمها بإذاعة مستغانم تحت عنوان " ذاكرة شعب " " 2006 ــ 2013،والتي تهتم بالأحداث التاريخية في الجزائر عامة ومنطقة مستغانم خاصة، وقد تجاوب معها طلبة الثانويات والجامعات لاسيما طلبة الإعلام والاتصال وعلم الإجتماع ومعهد السينما، لما تحويه هذه الحصة من معلومات تاريخية مرتكزة على الوثائق والتسجيلات الأرشيفية من شأنها أن تساعدهم على تحضير شهادات الماستر والماجستير. الجميل في الأمر أن فاضل عبدالقادر اكتشف خلال التسجيلات التي أجراها مع المجاهدين، حقائق تاريخية كثيرة وهامة عاشتها منطقة " الظهرة " خلال الثورة التحريرية، خصوصا تلك المتعلقة بعمليات التحضير للثورة، سواء من حيث الاتصال أو النقل وأيضا التضامن وحتى التجنيد، وكذا القصص التي كان يرويها المجاهدون بخصوص ما كان يجري لهم بمركز التعذيب بـ " سيدي علي". وهو ثاني معتقل للموت بعد معتقل " واغادوغو " ببوركينا فاسو.
وبعد توقف برنامج "ذاكرة شعب" لا يزال الباحث فاضل عبد القادر يطالب بضرورة تقديم حصص تاريخية عبر الإذاعات المحلية لتنوير الرأي العام حول تاريخهم للمساهمة في إنارة طريقهم المستقبلي ، كما لا يزال يحث المجاهدين على تقديم شهاداتهم للتاريخ وللأجيال القادمة، لأنه كما يقول " كلما فقدنا مجاهدا ،وفقدنا معه كتابا تاريخيا يروي مقطعا من تاريخ الثورة التحريرية وفي بعض الأحيان نفقد مكتبة برمتها " .
