يعد الدكتور الألمعي الراحل عبد المالك مرتاض من أبرز الأسماء التي كتبت في النادي الأدبي لجريدة الجمهورية الذي تأسس سنة 1978، حيث أثرى الملف بمقالات قيمة عكس من خلاها رؤاه العميقة وتحليلاته الفكرية الدقيقة، منها مقال " الكتابةُ واللّغة والحقيقة "، "إشكالية عُمر الشعر العربي"، "الإيقاع أسبق من الصورة الفنية في الشعر"، ..وغيرها من المقالات .وقد وصف الدكتور مرتاض جريدة الجمهورية بالمدرسة الإعلامية والأدبية الحقيقية، بدليل أنه كان يقترح على طلبته تحضير شهادات ماجستير وأطروحات دكتوراه حول النصوص التي تُنشر في النادي الأدبي، مُثمنا جهود فريق العمل بالجريدة التي تؤدي دورا أدبيا وثقافيا وتاريخيا وإشعاعيا كبيرا، مضيفا أن "الجمهورية" هي الجريدة الوطنية الوحيدة التي دأبت على تنظيم ملتقيات وأيام تدعو فيها شخصيات وطنية على اختلافها رفيعة المستوى في السياسة والثقافة ..
وفي آخر لقاء لنا مع الدكتور عبد المالك مرتاض رحمه الله نوّه بجهود النادي الأدبي الذي قال إنه يؤدي دورا ثقافيا وأدبيا وإشعاعيا كبيرا على حد تعبيره، واصفا إياه بالملف الجميل الذي تميزت وتتميز به جريدة "الجمهورية" التي اعتبرها مدرسة أدبية ، مؤكدا أنه قد اقترح على طلبته أن يُحضّروا شهادات ماجستير ودكتوراه في النصوص الأدبية التي تنشر في النادي الأدبي، هذا الملف الذي كتب فيها الراحلين بلقاسم بن عبد الله وعمار بلحسن، والفقيدة الشاعرة أم سهام، الروائي لعرج واسيني ، الإعلامي صالح رويبي، الروائي أمين الزاوي، ربيعة جلطي، وأسماء أخرى على حد تعبيره.
كما قال مرتاض إن الناس في الماضي كانوا ينتظرون متى يصدر عدد النادي الأدبي كل أسبوع، والذي كان يكتب فيه أيضا كتاب من الوطن العربي، منهم الشاعر المصري "حسن فتح الباب"، ومجموعة كبيرة من الكتاب الكبار، كانوا يتهافتون يودون أن يكتبوا فيه ..وذكر لنا حادثة مهمة للقراء، أنه سنة 1986 اقترحت عليهما جريدة "الجمهورية "هو وعمار بلحسن ، بعد زيارتهما للولايات المتحدة الأمريكية في صيف 1985، أن يكتب كل واحد عن صاحبه بالطريقة الأدبية التي يريدها، فكتب مرتاض مقالة نشرت في 7 حلقات، وكذلك كتب عمار بلحسن أيضا، وبالمناسبة كان يعتقد أن تلك المقالة ضاعت والحمد لله عثر على النص الأصلي، وفي الأخير قال : " أنا شخصيا كنت اقترحت أن يعاد لجريدة "الجمهورية" ألقها ودورها ومكانتها ووظيفتها ومكانتها الإعلامية، وذلك لا يتأتى لها إلا من خلال بعث النادي الأدبي مرة أخرى، وأعتقد أن ذلك حدث وأنا أشجعكم وأهنئكم وأدعو لكم، وحاضر دوما للكتابة معكم".