نظمت جمعية الشيخ محمد بن علي السنوسي بالمركز الثقافي بلبيوض محمد ببلدية السوافلية بولاية مستغانم جلسة علمية حول دور الشيخ محمد بن علي السنوسي في دعم الثورات الشعبية ضد الإستعمار الفرنسي، وقبل بداية المداخلات وقف الحضور دقيقة صمت ترحما على شهداء غزة،ليلقي بعدها رئيس دائرة بوقيراط كلمة بالمناسبة، نوّه فيها بتضحيات المشايخ و العلماء ودورهم في شحذ الهمم للكفاح ضد الاستعمار الغاصب، كما أشار إلى الغبن الذي يعيشه الشعب الفلسطيني بسبب الحصار المضروب عليه من قبل العدو الصهيوني الغاشم . ومن جهته تطرق الأستاذ لطروش العربي إلى سيرة "ابن السنوسي" و رحلاته من المغرب العربي إلى المشرق، والتي أدرك من خلالها أسباب ضعف الأمة، ما جعله مصيدة للاستعمار منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية منتصف القرن 19 ومطلع القرن 20 ، أما الأستاذ "عبد الرحمن مناد" فقدم هو الآخر صورة عن المكانة العلمية للشيخ ابن السنوسي، معتمدا على تنوع مواضيع مؤلفاته التي فاقت 60 عنوانا، منها "الشموس الشارقة في أسانيد شيوخنا المغاربة والمشارقة" ، "الكواكب الدرية في أوائل الكتب الأثرية" ، "رسالة جامعة في أقوال السنن وأفعالها" ، "طواعن الأسنة في طاعني أهل السنة "، وهي مؤلفات أثرى بهم مكتبات العالم الإسلامي في الفقه و أصول الفقه والعقيدة والتصوف والتاريخ و علم الأنساب و حتى في الرياضيات و المنطق. أما تكوك خطاب رئيس جمعية الشيخ محمد بن علي السنوسي لترقية التراث الصوفي، فقد قدم عددا من الشواهد التي تؤكد دور الشيخ ابن السنوسي في دعم ثورة الأمير عبد القادر ومختلف الثورات الشعبية في مناطق عديدة من الوطن، خاصة في الجهة الجنوبية الشرقية وأقصى الجنوب الجزائري، أين يتواجد التوارق، وهذا من خلال ما تضمنه الأرشيف الفرنسي من وثائق وما سرده المؤرخون العرب و الفرنسيون، كاشفا أنه يوجد تقصير كبير في الاهتمام بشخصية الشيخ ابن السنوسي بسبب غياب دراسات متخصصة في التراث السنوسي، باستثناء بعض المقالات المنشورة على شكل محاور في كتب عن الصوفية ، ودعا ذات المتدخل إلى ضرورة الاستفادة من القيم التي تركها مشايخ الصوفية، و التي يمكن الاستفادة منها في عصرنا هذا الذي فقدت فيه القيم وكثرة الإنحرافات.
واختتمت الجلسة العلمية بتكريم خاص للباحث نور الدين ولد الباي الذي كان أول من أماط اللثام عن شخصية الشيخ الأزهري سي الحاج محمد بلعجال، وأيضا مفتي مستغانم الشيخ قارة مصطفى ، وذلك من خلال النبذة الوافية التي قدمها عنه، كما قدم المنظمون شهادات رمزية للأسرة الثورية ببلدية السوافلية التي احتضنت هذا الملتقى العلمي و كذا القائمين على إحياء التراث السنوسي من أعيان وممثلين عن المجتمع المدني.