تعد المكتبة عنصرا فعالا و مهما لتوجيه ثقافة الأفراد بالمجتمعات وذلك من خلال ما تتيحه لهم من فرص لاكتساب المعرفة والبحث عن الحقائق العلمية، وهي أيضا واحدة من بين أهم المعالم التي تدل على مستوى التقدم الحضاري والثقافي والعلمي لدى الشعوب فهي كنز المعلومات الذي يحفظ تراث الأمة وتاريخها من خلال ما تقدمه لمرتاديها من كتب ومراجع تعج بالمعلومات والحقائق. وبحسب تعريف اليونسكو للمكتبات العامة الصادر في 1994، فإن المكتبة العامة تهدف بشكل أساسي إلى إتاحة فرصه الثقافة المتواصلة لأفراد المجتمع في بيئة تتمتع بالحرية ودون مقابل ولذلك تعتبر المكتبة مركزا للحياة الفكرية ونشر الوعي بين أفراد المجتمع، وبالاستناد لهذه الحقائق تسعى السلطات المحلية بوهران للاهتمام بهذه المعالم الثقافية على غرار المكتبة البلدية لحي سيدي الهواري التي تمت عملية إعادة تنشيطها و بعث الحياة بها بعد أن كانت مهددة بتوقيف نشاطها وتحويلها لملحقة بلدية، لكن كمية الوعي الفكري لدى سكان الحي العتيق ومعارضتهم المستميتة للفكرة حالت دون ذلك ومكنتهم من استرجاع المكتبة التي تزينت رفوفها بأشهر العناوين و أفضل الكتب و هو ما سهل على سكان الحي من تلاميذ و طلاب بمختلف الأطوار و مثقفين و باحثين في شتى المجالات للإستفادة من هذا الكنز الفكري و العلمي وتصفح كثبه بكل نهم، خاصة وأنها المرفق الترفيهي الثقافي الوحيد الذي حظي به الحي العتيق، لاسيما في ظل استمرارية فكرة العزوف عن المطالعة وتدهور نسبة المقروئية بشكل كبير ومقلق خلال السنوات الأخيرة و هو ما يستدعي دق ناقوس الخطر و تفعيل المكتبات التي تحمل على عاتقها مهمة إعادة بعث فكرة المقروئية والمطالعة الحرة لمكانتها بين أوساط الشعب.