تعتبر المكتبة البلدية بختي بن عودة" الكاتدرائية سابقا" من أعرق المعالم الأثرية بولاية وهران، فهي صرح معماري ثمين، يقع وسط مدينة وهران، ويعد من أشهر الأماكن السياحية التي تستقطب الزوار والمارة وطلاب المدارس، ومن رصد أجواء المقروئية في هذا المكان الجميل ، واكتشاف نسبة الإقبال عليها، قمنا بزيارة إلى المكان الذي وجدناه فارغا من الطلبة والأساتذة، حيث كانت الطاولات وحيدة في هذا الصرح الثقافي العريق، والكتب في الرفوف تنتظر من يتصفحها رغم أن أبواب المكتبة تفتح يوميا أمام الطلبة والأساتذة والسياح مع عدا يوم الجمعة، ، ونحن نجول في الأركان لم نجد سوى العمال ومسيرها السيد مغربي محمد الذي حاول أن يعطينا نبذة عن المكتبة وعن تاريخها، كما حدثنا أيضا عن نسبة المقروئية.حيث أكد السيد مغربي محمد أن هناك انخفاض محسوس في عدد القراء، ونقص كبير في الإقبال على المكتبة البلدية، مرجعا الأمر إلى التكنولوجيا والعولمة وما طرحته من وسائل تكنولوجية إلكترونية أصبحت تنافس الكتاب الورقي بشراسة، كما أرجع سبب هذا التراجع أيضا إلى بُعد المسافة بين الجامعات والمكتبة، لاسيما منذ افتتاح جامعة أحمد بن محمد الكائنة ببلقايد، أي على بُعد 20 كلم ، لذلك يعجز الطلبة عن القدوم إلى المكتبة، لذلك يلجأون إلى منصات التواصل الاجتماعي والوسائط الإلكترونية التي أصبحت تعرض الكتب بطريقة سهلة وسريعة. وعن عدد المسجلين، كشف السيد مغربي محمد أنهم كانوا قي السابق يسجلون الطلبة بالآلاف وأكثر، لكن خلال السنوات الأخيرة لوحظ أن هناك نقص كبير والنسبة تراجعت بشكل محسوس يصل إلى المئات فقط، وهو عدد صغير جدا بالنسبة لمكتبة كبيرة تحتوي على جميع أنواع الكتب العلمية والمعرفية ، مضيفا في سياق حديثه أن الإقبال أضحى معضلة بالنسبة للقائمين على المكتبة، ولا بد من التفكير في حلول لجذب القراء وتحسيس الأشخاص بضرورة العودة إلى الكتاب والمطالعة، فالقراءة هي الوقود الأساسي لبناء صرح ثقافي وعلمي للإنسان وإخراجه من القوقعة التي يعيش فيها، موضحا أنهم يعملون على إعداد مخطط يرمي إلى تحسين الخدمة للقراء والسياح. وبخصوص الرصيد المعرفي الذي تضمه المكتبة فقد أفاد المتحدث أن المكتبة تحتوي على أكثر من 100 ألف كتاب موزع على 12 ألف عنوان من مختلف المعارف والعلوم والتخصصات، والتي كانت في وقت مضى مقصد العديد من الطلبة و التلاميذ و الأساتذة، حيث كانت المكتبة تمتلئ على آخرها، وكان النشاط لا يتوقف، لكن للأسف خلال السنوات الأخيرة تراجع عدد القراء والمتوافدين على هذا الصرح الثقافي.