يحل اليوم الأحد، "يوم الأسير الفلسطيني" في وقت يكثف فيه الإحتلال الصهيوني من حملات الاعتقالات التي زادت وتيرتها مؤخرا مع تصعيد عدوانه على المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الفلسطينية.
و تشير آخر الاحصائيات الصادرة عن الهيئات التي تعنى بشؤون الأسرى الفلسطينيين إلى وجود 4450 معتقلا في سجون الاحتلال, بينهم 32 معتقلة و160 طفلا, فيما وصل عدد المعتقلين المرضى إلى أكثر من 600 معتقل, من بينهم 200 حالة مرضية مزمنة و22 معتقلا مصابون بالسرطان وأورام بدرجات متفاوتة, أخطر هذه الحالات هي للمعتقل ناصر أبو حميد الذي يواجه وضعا صحيا خطيرا, جراء إصابته بسرطان في الرئة.
و منذ مطلع العام الجاري, اعتقل الاحتلال أكثر من (2140) فلسطينيا وفلسطينية, وتصاعدت عمليات الاعتقال خلال شهر مارس وخاصة مع بداية شهر رمضان, وبلغت ذروتها في الخامس عشر من أبريل الجاري, حيث نفذت قوات الاحتلال عمليات اعتقال واسعة خلال اقتحام المسجد الأقصى طالت 450 حالة فلسطينيا بينهم أطفال.
و وصل عدد الأسرى الذين يقضون أحكاما بالسجن المؤبد إلى 549 أسيرا, وأعلاهم حكما الأسير عبد الله البرغوثي, المحكوم عليه ب 67 سنة فيما بلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى (227) شهيدا, كما يواصل الاحتلال وكجزء من سياساته الممنهجة, احتجاز جثامين (8) أسرى, استشهدوا داخل معتقلاته.
يأتي ذلك فيما يواصل نحو 500 معتقل إداري فلسطيني, في الضفة الغربية المحتلة مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال الصهيوني, تحت شعار "قرارنا حرية", لليوم ال 107 على التوالي, في إطار مواجهتهم لسياسة الاعتقال الإداري.
و كان الأسرى الإداريون قد اتخذوا مطلع شهر يناير الماضي, موقفا جماعيا يتمثل بإعلان المقاطعة الشاملة والنهائية لكل إجراءات القضاء المتعلقة بالاعتقال الإداري (مراجعة قضائية, استئناف, عليا).
و يواجه الفلسطينيون حربا شرسة في ضوء مواصلة الكيان الصهيوني لعدوانه بحق الشعب الاعزل ومقدساته, حيث شهد شهر مارس المنصرم وشهر رمضان عدوانا خطيرا, بلغ ذروته فجر 15 أبريل مع اقتحام قواته المسجد الأقصى المبارك واعتدائها على المصلين واعتقالها للمئات من الفلسطينيين واستهداف المتظاهرين عبر استخدام الرصاص الحي في أعقاب اقتحامها للمسجد الأقصى.
و في تجدد لهذا الاعتداء السافر, اقتحمت القوات الاحتلال صباح يوم الأحد, المسجد الأقصى المبارك, لتأمين الاقتحامات الجماعية للمستوطنين استجابة لدعوات أطلقتها منظمات الهيكل المزعوم بمناسبة ما يسمى ب"عيد الفصح العبري", ما أسفر عن إصابة 10 فلسطينيين بمنطقة باب الأسباط, أحد أبواب المسجد الأقصى ونقل ثلاثة منهم للمستشفى, وفق ما أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
و ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن قوات الاحتلال اقتحمت بأعداد كبيرة المسجد الأقصى واعتدت على المعتكفين فيه والمرابطين في باحاته, وسط إطلاق مكثف لقنابل الصوت والغاز في محاولة لإخراج المصلين من باحاته تهيئة لاقتحامات المستوطنين الاستفزازية.
كما اعتدت قوات الاحتلال على النساء على أبواب مصلى "قبة الصخرة" وأجبرت المصلين على الدخول إلى المصليات وأغلقت أبوابها عليهم, كما ضيقت على موظفي الأوقاف بالمسجد وأجبرتهم على مغادرة أماكنهم فيما اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى وأدوا طقوسا تلمودية وجولات استفزازية في رحاب المسجد بمناسبة ما يسمى ب"عيد الفصح العبري".
في غضون ذلك, أكد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن الحل الوحيد للصراع مع الكيان الصهيوني هو قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية بمقدساتها.
كما قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إن عدوان الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته وما رافقه من توترات وتسخين لساحة الصراع, يأتي نتيجة مباشرة لإقدام الكيان الصهيوني على اغلاق الأفق السياسي التفاوضي, في محاولة لكسب الوقت لاستكمال مشروعه الاستعماري التوسعي في أرض دولة فلسطين وتهويد القدس ومقدساتها.
و طالبت المجتمع الدولي, بعدم تضييع فرصة السلام التي وفرتها مبادرة الرئيس محمود عباس ورؤيته للسلام.
و أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس إجراء اتصالات مع عدد من قادة العالم وإرسال رسائل للمنظمات الدولية لوقف تصعيد الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية, مشيرا إلى أن القيادة الفلسطينية مقبلة على اجتماعات اليوم الأحد في رام الله, لتقييم الوضع الخطير واتخاذ القرارات الضرورية لحماية مصالح وحقوق الفلسطينيين.