محمد سبيح مشرف على ورشة تكوين الممثلين بغليزان : "غياب الدعم والتشجيع المحليين وراء تراجع المسرح "

محمد سبيح مشرف على ورشة تكوين الممثلين بغليزان : "غياب الدعم والتشجيع المحليين وراء تراجع المسرح "
ثقافة
تحدث محمد سبيح، خريج المعهد العالي للفنون الدرامية، عن تاريخ وواقع المسرح في الجزائر بشكل عام وفي ولاية غليزان بشكل خاص، سبيح الذي يعمل حاليا كمدرب لورشة تكوين الممثلين بطريقة أكاديمية، روى لنا تجربته الشخصية ورؤيته للمسرح كفن شامل ومتجدد. حيث بدأ حديثه بالتأكيد على أن المسرح هو أب الفنون، لأنه يحتوي على جميع الفنون من رقص، غناء، موسيقى، رواية، إلخ. ، وأضاف أن المسرح له عمر طويل يعود إلى 4 آلاف سنة قبل الميلاد، وأنه ظهر في الجزائر من خلال الزيارات التي كانت تقوم بها بعض الفرق المسرحية العربية للجزائر، مثل فرقة " جورج الأبيض" سنة 1921. وذكر أن "سلالي علي" المدعو " علالو" ومحي الدين بشطارزي ورشيد القسنطيني هم من رواد المسرح الجزائري. وتابع سبيح بالحديث عن المرحلة الحديثة للمسرح الجزائري، والتي بدأت بعد الاستقلال عام 1962، حيث صدر المرسوم رقم 63-12 المؤرخ في 08 جانفي 1963 المتعلق بتنظيم المسرح الوطني الجزائري، والذي تبعه الأمر 70-38 المؤرخ في 12 جوان 1970 الذي أعاد تنظيم المسرح الوطني الجزائري بإنشاء أربع مسارح جهوية بكل من وهران، سيدي بلعباس، قسنطينة، وعنابة. وأشار إلى أن هذه المسارح استفادت من الكثير من الكفاءات المسرحية المتخرجة من المعهد العالي للفنون الدرامية ببرج الكيفان الجزائر العاصمة، الذي أصبح يسمى اليوم المعهد العالي لمهن الفنون العرض السمعي البصري. وعندما سألناه عن وضع المسرح في ولاية غليزان، قال سبيح إنه في نهاية الستينات ظهرت بعض الفرق المسرحية بولاية غليزان، نذكر منها فرقة " الشعلة" و فرقة " المنار" ، وفرقة الظهرة، بحيث كانت هذه الأخيرة بارزة وحصدت العديد من الجوائز، وأضاف أن هذه الفرق شاركت في مهرجان مسرح الهواة الذي انطلق في خريف 1967 بمستغانم، والذي ساهم فيه مجموعة من محبي المسرح أمثال الجيلالي بن عبد الحليم ومجموعة من فوج الفلاح تابع للكشافة الإسلامية. وأكد سبيح أنه في الآونة الأخيرة ظهرت بعض التذبذبات والمحاولات المحتشمة هنا وهناك، رغم الزخم الهائل من المسرحين والمبدعين الذي تمتاز به الولاية. وأشاد بدور دار الثقافة أمحمد إسياخم في بعث المسرح بغليزان من جديد وإرضاء هذا العدد الهائل من المسرحين، رغم الشح في النصوص والكتاب المختصين في الميدان المسرحي، الذي هو معضلة الجزائر كاملة. وفي ختام حديثه، قال سبيح إنه بصفته خريج المعهد العالي للفنون الدرامية، أخذ على عاتقه منذ تخرجه سنة 1992 ، بإنشاء ورشة تكوين ممثلين بطريقة أكاديمية لصقل المواهب، ووضعها على المسار الصحيح للإحترافية. وأعرب عن سعادته بأن اثنين من طلابه التحقوا بالمعهد ببرج الكيفان، أحدهم تخرج والثانية التحقت هذه السنة فقط، ولم يخف" سبيح محمد" حلمه وطموحه في تأسيس مسرح جهوي بغليزان، وقال إنه يعمل على تكوين ممثلين بطريقة أكاديمية لبناء لبنة من أجل تحقيق هذا الحلم، وانتقد عدم وجود مساحة خاصة لبناء هذا الصرح الثقافي، واعتبرها حججا واهية غير مقنعة، وقال إن ولاية غليزان تمتاز بكبر المساحة وعدد هائل من المسرحيين، ولكن الخلل يكمن في عدم الدعم والتشجيع من قبل المسؤولين. ووجه رسالة من هذا المنبر للمسرحيين أبناء غليزان بالعمل وتقديم أعمال قيمة هادفة حتى يتسنى لهم التأثير ووضع حجر الأساس لمسرح جهوي بغليزان

يرجى كتابة : تعليقك