شكلت زيارة العمل و التفقد التي قام بها رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, الخميس الفارط الى ولاية تندوف, فرصة للتأكيد على أهمية القيمة المضافة الواجب استحداثها في النشاطات المنجمية بشكل خاص، معلنا بالمناسبة عن إطلاق منطقة للتبادل الحر بين ولاية تندوف و موريتانيا خلال السداسي الأول من السنة المقبلة.ونقل الوثائقي الذي بثه التلفزيون الجزائري سهرة أمس السبت بعنوان " غارا جبيلات.. مشروع القرن انطلق" تأكيد رئيس الجمهورية, لدى وضعه حجر الأساس
لمشروع مصنع المعالجة الأولية لخام الحديد المستخرج من منجم غارا جبيلات، وجوب استبعاد "بشكل نهائي تصدير المواد الأولية في شكلها الخام سواء بالنسبة للحديد الخام أو أي مادة أخرى, فيجب ان يتم تحويل هذه الأخيرة لخلق قيمة ضافة".
و أضاف رئيس الجمهورية في حديث له مع ممثلي الشركات المشرفة على استغلال المنجم و المشاريع المدمجة المرافقة له ان تحويل المواد الخام من شأنه "جعل المشاريع أكثر مردودية مع خلق مناصب الشغل وهذه هي التنمية". و يدخل مصنع معالجة الحديد الخام ضمن إطار تثمين واستغلال المنجم الذي يعد من بين المناجم الأضخم في العالم من حيث لاحتياطيات اذ تقدر بنحو 3,5 مليار طن من خام الحديد فيما تبلغ قدرات الإنتاج ب 2 الى 3 مليون طن سنويا كمرحلة اولى (2022-2025
). وركز الوثائقي على أهم مراحل استغلال خام الحديد الذي تشرف عليه الشركة الجزائرية للحديد و الصلب بشراكة مع ائتلاف صيني (سي ام اش) والذي انطلق في شهر يوليو 2022, بالإضافة إلى أبعاده التنموية و الاقتصادية على الصعيدين
المحلي و الوطني. كما تم إبراز خلال البرنامج الارادة القوية للدولة في إطلاق مشروع منجم غارا جبيلات بالنظر الى طابعه الاستراتيجي, بالإضافة الى مشروع خط السكة الحديدية بين غارا جبيلات وبشار على مسافة تقدر ب 950 كلم والذي يخصص اساسا لنقل خام الحديد. ولدى لقائه بممثلي المجتمع المدني وأعيان الولاية, في ختام الزيارة, أعلن رئيس الجمهورية عن قرب استفادة ولاية تندوف من برنامج تكميلي للتنمية. و أوضح ان هذا البرنامج سيسجل بمناسبة الزيارة المقبلة للوزير الأول, السيد نذير العرباوي, ما من شأنه "النهوض بالمنطقة وضمان الرفاه للمواطن". وأضاف الرئيس تبون أن ولاية تندوف ستصبح "قطبا صناعيا حقيقيا مع كل ما يتضمنه ذلك من تنمية وخلق مناصب شغل و دفع جديد للتنمية".
وباعتبارها بوابة غرب افريقيا ستعرف ولاية تندوف انشاء منطقة تبادل حر مع موريتانيا وهذا بعد افتتاح المعبر الحدودي الشهيد مصطفى بن بولعيد, حيث سيتم انشاء هذا الفضاء الاقتصادي و التجاري "قبل نهاية السداسي الأول من العام
المقبل" ,يؤكد رئيس الجمهورية, الذي تعهد بإيجاد حلول لكافة الانشغالات التنموية التي تشهدها الولاية في مجالات السكن والموارد المائية.و حرص رئيس الجمهورية أيضا على التأكيد ان "الجزائر عادت الى مكانتها وهذا بفضل الله و بفضل الرجال
والجيش الوطني الشعبي و هذا بعد مرحلة ركود و نهب و فساد". أما في مجال الصحة فأكد الرئيس تبون أن الولاية بحاجة الى مستشفى عصري و مجهز، موضحا انه سيتم قريبا دراسة المشروع بمناسبة زيارة مقبلة لوزير الصحة للولاية تحسبا لانطلاق العمل على تجسيد هذه المنشأة الصحية.
و تعهد في ذات الصدد بتوفير كافة الامكانات و الظروف للأطباء الراغبين للعمل في الولاية "مع مضاعفة رواتبهم".