تراجع نشاط تربية الدواجن بوهران .... انخفاض أسعار اللحوم البيضاء غير وارد حاليا

تراجع نشاط تربية الدواجن بوهران ....  انخفاض أسعار اللحوم البيضاء غير وارد حاليا
وهران
لم تعد سوق اللحوم البيضاء الفضاء التجاري الذي يستقطب أكبر عدد ممكن من المتسوقين بأسعار تنافسية تدعم القدرة الشرائية في معاملاتها اليومية، ولم تعد شعبة الدواجن تقدم الخدمات التي تعود عليها المستهلك سابقا كبديل عن العروض التي كانت تمنحها سوق اللحوم الحمراء لأرباب العائلات، في ظل التصاعد المتواصل لمؤشر أسعار هذه الشعبة وأمام الاختلال المسجل بين العرض والطلب منذ أشهر متتالية متغيرات عديدة جعلت من ميزان تسويق اللحوم البيضاء آلة حسابية لا تتوقف سرعتها وتتضاعف وتقفز في كل مناسبة فتلغي في كل عملية المعاملات التي سبقتها باستعمال مقياس خاص بها لا يعترف إلا بمفارقة الربح وضابط العشوائية ، إلى أن أصبحت واقعا مفروضا لا ينزل عن عتبة الـ 500 دينار للكلغ الواحد. من زواية معرفة أسباب ارتفاع الأسعار والعوامل المتحكمة في سوق الدواجن في الوقت الراهن، انطلقت مفتشية البيطرة على مستوى مديرية الفلاحة في تحقيقات ميدانية ودوريات معاينة عبر مختلف نقاط التموين ومزارع تربية الدواجن الناشطة بولاية وهران بغرض تنظيم السوق وفق معايير ومقاييس مضبوطة وفي إطار الإستراتجية الوطنية التي حددتها الدولة في الاجتماع الحكومي الأخير الرامي إلى التكفل بانشغالات المواطن، وإمداد السوق بالمواد الاستهلاكية اللازمة ومحاربة ظاهرة المضاربة بأنواعها المختلفة. وأهم ما وقفت عليه مفتشية البيطرة في خرجاتها الأخيرة التراجع الكبير لشعبة الدواجن بالولاية على خلفية ارتفاع أسعار الصيصان من 60 إلى 220 دينارا للصوص الواحد بزيادة تفوق ال3 أضعاف في ظرف زمني قصير ، ناهيك عن توسع دائرة غلق العديد من المزارع بنسبة تفوق ال 70 بالمائة بعدما توقف نشاطها كليا ولم تعد قادرة على تموين السوق مع غلق باب الاستيراد وتجميد تلك عمليات. واستنادا لنفس التقارير، فإن المزارع الممونة للسوق أصبحت تعد على الأصابع لا تتعدى ال 3 نقاط مرخصة فقط و لا تغطي احتياجات السوق ، ما يضطر العديد من الممونين إلى الاستعانة بإنتاج ولايات الوسط والشرق لفرض نوع من التوازن وتغطية الفارق المسجل على مستوى الساحة المحلية فيما يستنجد مربون اخرون بمزارع ولاية مستغانم لتدعيم مستثمراتهم بالكميات الناقصة من "الصيصان" لضمان استمرارية نشاطهم وان كان ذلك يقحمهم في مصاريف ثقيلة هم في غنى عنها . وما سجلته الجهة الوصية بالولاية خلال متابعتها الدورية للقطاع التجاوزات المرتكبة في النشاط ذاته وصلت إلى حد أن 90 بالمائة من النقاط تزاول هذه الحرفة بشكل غير مرخص وبطريقة فوضوية بورشات لا تتوفر فيها الشروط الصحية لتربية الدواجن ، ما يجعل السوق رهينة الاختلال الحاصل في سلم الأسعار سواء بالنسبة لسوق اللحوم البيضاء أو تجارة البيض التي أضحت مرهونة بعاملين اثنين هما رفع التعليق عن استيراد الدواجن والصيصان حتى تستعيد عافيتها وتستمتع الشعبة بالاستقرار على مدار السنة.

يرجى كتابة : تعليقك