تسلم مركز الطب النووي التابع للمؤسسة الإستشفائية الجامعية بباب الوادي و المؤسسة الإستشفائية المتخصصة في مكافحة السرطان "بيار وماري كوري"، يوم الخميس، شهادات (لوحات تعيين) من الوكالة الدولية للطاقة الذرية AIEA تجعل منهما "مركز إمتياز" ENCOR و مركزا محوريا متعاونا مع الوكالة، من بين المراكز الخمسة الأولى في العالم المتحصلة على هذا الإعتراف المرموق.
و افاد الامين العام لوزارة الطاقة والمناجم, عبد الكريم عويسي, لدى اشرافه على الحفل الرسمي لتسليم لوحات التعيين لهاتين المؤسستين الاستشفائيتين، بمقر محافظة الطاقة الذرية (كومينا) بالعاصمة، بحضور الأمين العام لوزارة الصحة و محافظ الطاقة الذرية و الاطارات المعنية، أن هذا الاعتراف يعد "خير دليل على المستوى المتميز الذي حققه المركزان في التكفل بهذا المرض الخطير المتمثل في داء السرطان".
و أضاف أن هذا التكريم يعبر عن "الثقة الكاملة التي وضعتها فيهما الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد سنوات طويلة من التعاون المثمر والمفيد، على المستوى الوطني، من خلال تنمية وتأهيل الموارد البشرية تأهيلا عاليا في هذا المجال وعلى مستوى القارة الإفريقية، من خلال الدعم المتعدد الأشكال المقدم لبرنامج التعاون التقني الإقليمي التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية".
و ذكر ممثل الوزارة ان تعيين المؤسستين الاستشفائيتين "مركزا محوريا متعاونا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مركز امتياز "مركز أنكور"، يدخل في إطار المبادرة العالمية للوكالة المعروفة باسم "شعاع الأمل- Rays of Hope" التي تهدف إلى مساعدة البلدان لتلبية احتياجاتها المستعجلة في مجال مكافحة السرطان.
و يأتي هذا التتويج عقب التوقيع، في 26 سبتمبر الماضي، على هامش الدورة ال67 العادية للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، على اتفاق بين الجزائر و الوكالة الدولية للطاقة الذرية (AIEA)، يجعل من المركز الاستشفائي الجامعي بباب الواد والمؤسسة الاستشفائية المتخصصة لمكافحة السرطان بيار وماري كوري، بالجزائر، "أحد المراكز الخمسة (05) الأولى في العالم التي تحصلت على هذا الاعتراف كمركز محوري متعاون للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو ما يصنف بمركز الامتياز- مركز أنكور"ENCOR", حسب توضيحات ذات المسؤول.
و منذ إطلاق مبادرة "شعاع الأمل" سنة 2022، التزمت الجزائر بوضع خبراتها وبنيتها التحتية في خدمة تطوير القدرات التشخيصية والعلاجية لمرض السرطان على المستوى الإفريقي، لا سيما من خلال تكوين احترافيين في الصحة وفي تخصصات العلاج الإشعاعي والطب النووي والتصوير التشخيصي والفيزياء الطبية, يضيف ممثل وزارة الطاقة, مشيرا الى ان "الجزائر اكدت التزامها ببذل كل ما في وسعها للمساهمة الفعالة في هذه المبادرة".
و أدى هذا الالتزام عمليا، يضيف, إلى استقبال العديد من المتربصين من البلدان الإفريقية، ضمن خدمات المركز الاستشفائي الجامعي بباب الواد و المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في مكافحة السرطان بيار و ماري كوري، سواء من أجل التدريب الداخلي على المدى المتوسط أو الطويل وكذلك للتكوين في التخصص الطبي الأكاديمي.
و بعد هذا "التعيين التاريخي" للمركزين، يتابع السيد عويسي، "نحن ملتزمون بمضاعفة جهودنا لإحترام أحكام الاتفاقية ذات الصلة، خاصة فيما يخص تدريب المتربصين، وتنظيم الدورات التعليمية للمعنيين بالرعاية الصحية و المشاركة في المشاريع البحثية المنسقة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتشجيع التواصل، واقتراح خدمات الخبراء، والتأطير لمراكز العلاج الإشعاعي الأخرى والتصوير الطبي في المنطقة الإفريقية".
و تستسمح هذه المرحلة الجديدة للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمؤسستين الاستشفائيتين ب"تعزيز وتوسيع قدراتهما للقيام بعملهما الأساسي بأكثر كفاءة، والارتقاء إلى مستوى أفضل من المعايير الدولية من حيث جودة الرعاية الطبية، لتكون بمثابة قاطرة لجميع مراكز مكافحة السرطان الأخرى عبر البلاد", حسب ممثل الوزارة.
و ذكر ذات المسؤول, بالمناسبة, بأن الحكومة تولي اهمية بالغة لمكافحة السرطان بجعلها أولوية وطنية, مشيرا الى توجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بتوجيه الاستثمار في مجال الطاقة النووية "أولويا نحو الاستخدام الطبي والتركيز عليه وخاصة العلاج الإشعاعي للمرضى المصابين بالسرطان أو غيره من الأمراض التي تتطلب هذه التكنولوجيا".
و تبذل الجزائر, بهذا الصدد, جهودا هائلة لتعزيز مكافحة السرطان حيث سخرت الدولة موارد كبيرة ومعتبرة في التمويل وفي البنية التحتية والتجهيزات والإمكانيات البشرية، مما جعلها تسجل نتائج إيجابيه.