زيادات في أسعار الذهب بأسواق وهران

زيادات في أسعار الذهب  بأسواق وهران
وهران
سجل الذهب ارتفاعا في السعر على غرار باقي المعادن النفيسة في أسواق وهران، حيث تراوح سعر الغرام من الذهب عيار 18 قيراط ما بين 11300 دج و13000 دج، ولم تسجل الزيادات فارقا بين الذهب المحلي والمستورد (الايطالي)، كما وصل سعر الذهب المستعمل إلى 10 آلاف دج للغرام بالنسبة للشراء ويساوي سعره سعر المصوغات الجديدة في عملية البيع لدى الصائغ، وقد يتجاوز سعر المصوغات القديمة قيمة الحلي الجديدة.أصبحت أسعار الحلي من أساور وأقراط وخواتم التي كانت تتراوح ما بين 10 ألاف و15 ألف دج، تبدأ من 30 ألف دج للقطعة، وتراوحت أسعار الأطقم التي كانت قبل أشهر تعرض ب11 و25 مليون سنتيم بين 20 مليون سنتيم الى 40 مليون سنتيم للطقم، حسب الوزن والنوعية. هذا ما سجل عزوفا عن الشراء وتراجعا كبيرا في الطلب تسبب في اختلال توازن السوق الذي لم يعرف استقرارا منذ أشهر وتسجل يوميا زيادات وان كانت طفيفة الا أنها تشكل فارقا بالنسبة للزبائن. *الاكسسوارات وبديل الذهب لتجهيز العرائس في جولة بسوق المدينة الجديدة، لاحظنا تراجع الإقبال على محلات الصاغة ونقص كبير جدا في عمليات الشراء، في حين اغتنمت أغلب النسوة فرصة ارتفاع قيمة الذهب المستعمل لبيع بعض المصوغات والربح منها. وفضلت أخريات تغيير الوجهة نحو سوق الاكسسوارات بديلة الذهب، والمجوهرات المقلدة (بلاكي والأسي)، والأطقم المطلية بماء الذهب التي تعرض بأسعار تناسب مختلف الفئات، ويكثر عليها الطلب لتجهيز العرائس والتزين بها بما أنها مطابقة تماما ولا يظهر الفرق بينها وبين المعدن النفيس الذي أصبح شراؤه شبه مستحيل في ظل الظروف المعيشية الصعبة وتدهور القدرة الشرائية للمواطن البسيط بسبب موجات الغلاء التي لم تستثن شيئا. وبالحديث عن المستهلك، فان العزوف لم يكن فقط بسبب الغلاء، بل تعداه الى مخاوف من الغش، وهذا جراء الحملة التي أطلقتها مؤخرا المنظمة الوطنية لحماية المستهلك والتي كشفت عن حالات راحت ضحية غش في تركيب المصوغات عن طريق خلطها بمعادن أخرى رخيصة، حيث أكدت بعض النسوة اللائي التقينا بهن في السوق أنهن يفضلن بديل الذهب بعد أن فقدن الثقة في المصوغات المبهرة والمغرية التي تزين واجهات المحلات. خاصة وأن الكثير من الأمهات وربات البيوت، يستثمرن في الذهب، بشراء ما يمكن والاحتفاظ به لمدة لا تقل عن 10 سنوات وإعادة بيعه بسعر الذهب المستعمل بضعف سعر الشراء. لكن الوضع الحالي للسوق الوطنية والمحلية وضع المعدن الأصفر خارج الطلب الى حين. *عيسى أمغشوش رئيس المنظمة الجزائرية للذهب والمجوهرات: "نحو إعداد قانون خاص لتنظيم القطاع" أما عن حرفيي الذهب، فهم بدورهم اشتكوا من الوضع، مؤكدين أنهم يعانون ظروف النشاط الصعبة، خاصة مع غلاء المادة الخام، وما يقابل ذلك من أعباء يتحملها الحرفي بما فيها قانون الضرائب. وأكد بعض الحرفيين بسوق الصاغة بالمدينة الجديدة أن الزيادات التي تسجل في قيمة الذهب تقاس بدرجة أولى بالاعتماد على سعر البيع والشراء بالسوق العالمية، كما تتحكم فيها أسعار الأورو. وأضاف بعضهم أنها زيادات مدروسة وغير عشوائية، ورغم ذلك تشهد محلات الصاغة هذه الفترة عزوفا اقتصر فيه نشاط التجار –حسب تصريحاتهم، على شراء الذهب المستعمل. من جهته، أكد رئيس المنظمة الجزائرية للذهب والمجوهرات السيد عيسى أمغشوش، أن أسعار الذهب في الأسواق المحلية تتبع البورصة العالمية وتقاس أيضا بأسعار العملات الأجنبية، الأورو والدولار الأمريكي في السوق السوداء، مبرزا دور المنظمة ومساعيها في تنظيم قطاع المعادن النفيسة من خلال رفع انشغالات الحرفيين والعمل على تحقيق مشروع قانون خاص من أجل الحد من حالة الفوضى والغش وتمكين المستهلك من شراء الذهب بأسعار محددة وفق مؤشرات السوق العالمية. وأضاف المتحدث، أن القطاع يعاني من عدة مشاكل، أبرزها الضرائب غير المباشرة ومشكل ندرة المادة الاولية، ومشكل نقل السلع، مشيرا الى مهام المنظمة التي عملت على هذه السنة على حل بعض هذه المشاكل، ورفعت بذلك مطالب بإعادة النظر في قانون اخضاع التجار للنظام الضريبي الحقيقي بدلا من النظام الضريبي الجزافي وهذا ما استحال تنفيذه في الواقع بسبب غياب الفواتير وملاحقة آثار المعاملات التجارية وهذا الى حين اعتماد القانون الخاص بالمعادن الثمينة المتواجد قيد الدراسة على مستوى الوزارات المعنية، وطالبت المنظمة أيضا بتوفير مخابر مجهزة بأحدث التقنيات لتطوير الحرفة وتفادي كل صور الغش، و طالبت أيضا اعادة النظر في تنظيم نقل السلع، وتعميم العمل بالسجل التجاري الرقمي ورقمنة القطاع من أجل بناء اقتصاد وطني عصري، وتسهي مهمة اعادة الهيكلة لفائدة كل من التاجر والمستهلك من أجل تحديد الاسعار عن طريق تنظيم الاسواق والمعارض والترويج للمنتوج الجزائري الذي يحتل المرتبة الأولى عربيا من حيث الجودة والنوعية –حسب السيد عيسى. *تباين أسعار الذهب مرتبط بقيمة برميل النفط والأورو وبالفعل، أكد الخبير المالي الاستاذ فاتح محمد، أن أسعار الذهب ارتفعت بالسوق العالمية، حيث سجل سعر الذهب الفوري أعلى مستوى له على الإطلاق منذ بداية ديسمبر الجاري، وربط ذلك بعاملين اثنين، هما ارتفاع سعر برميل النفط وارتفاع سعر الأورو باعتباره العملة الأكثر تداولا في الجزائر، ويتوقع المحللون –حسب المتحدث، أن أسعار الذهب الخام ستزيد ارتفاعا خلال النصف الأول من سنة 2024 في بورصة المعدن الأصفر بنسبة تتجاوز 25 بالمائة، و بالتالي ستنعكس الزيادات على السوق الوطنية و الأسواق المحلية. وحسب احدى المواقع المتخصصة، فان سعر الغرام الواحد من الذهب الخام عيار 18 وصل الى 6.468 دج، وسعر غرام الذهب عيار 24 وصل الى 8.625 دج، علما أن عيار 18 هو الأكثر تداولا في السوق المحلية والوطنية.

يرجى كتابة : تعليقك