أفاد تقرير لبرنامج أممي يرصد مستويات الجوع في العالم، يوم أمس الخميس، بأن كل شخص يعيش في قطاع غزة الذي يشهد عدوانا صهيونيا متواصلا منذ السابع من أكتوبر الماضي، سيواجه مستوى عاليا من انعدام الأمن الغذائي الحاد في الأسابيع الستة المقبلة.وتوقع تقرير برنامج "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" (ي بي سي) الذي يصنف مستويات الجوع من واحد إلى خمسة، أنه بحلول 7 فبراير وفي "السيناريو الأكثر ترجيحا" سيكون سكان قطاع غزة جميعهم (نحو 2,3 مليون شخص) عند مستوى جوع يلامس الأزمة أو ما هو أسوأ.وكشف التقرير أن هذه هي أعلى نسبة على الإطلاق من أشخاص يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي قامت +ي بي سي+ بتصنيفها مقارنة بأي منطقة أو بلد.
ويعاني أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر من قصف صهيوني همجي متواصل ونقص في الغذاء والمياه وحالات نزوح جماعي.والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هو مجموعة من المبادئ التوجيهية المقبولة دوليا لتحليل انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية من خمسة مستويات، وطور من خلال مشاورات مع خبراء الأمن الغذائي والتغذية من 15 منظمة. وحذر التقرير من أن نحو 50% من المواطنين في قطاع غزة يتوقع أن يدخلوا بحلول 7 فبراير مستوى "الطوارئ" الذي يشمل ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد وزيادة الوفيات.وأشار التقرير إلى أن "واحدة على الأقل من كل أربع أسر"، أي أكثر من نصف مليون شخص، ستواجه ظروفا كارثية في "المستوى الخامس". وأضاف "رغم أن مستويات سوء التغذية الحاد والوفيات غير المرتبطة بالصدمات ربما لم تتجاوز بعد عتبة المجاعة، فإن هذه عادة ما تكون نتائج فجوات طويلة وشديدة في استهلاك الغذاء".وتواصل وكالات الأمم المتحدة التحذير من الأزمة الإنسانية العميقة في قطاع غزة حيث يعاني نصف السكان جوعا شديدا أو حادا مع حرمان 90% منهم من الطعام لمدة يوم كامل باستمرار، حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. وسبب العدوان الصهيوني دمارا هائلا في غزة حيث خرجت معظم المستشفيات عن الخدمة ونزح 1,9 مليون شخص قسرا من منازلهم وقراهم ومدنهم، وفق الأمم المتحدة. وأوضحت وكالة الانباء الفلسطينية (وافا) امس الاربعاء, نقلا عن مصادر محلية, أن قوات الاحتلال ارتكبت خلال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة على مدار 75 يوما 1700 مجزرة أدت إلى ارتقاء 20 ألف شهيد وصلت جثامينهم إلى المستشفيات, من بينهم 8 آلاف طفل على الأقل و6200 امرأة فيما لا يزال هناك 6700 مفقود إما تحت أنقاض المنازل التي هدمها الاحتلال فوق رؤوس ساكنيها أو أن مصيرهم مجهول.