تم إحياء الذكرى الـ 69 لاستشهاد البطل الرمز برجي عمر بولاية مستغانم المصادفة لـ 22 ديسمبر و الذي كان احد المجاهدين المفجرين للثورة التحريرية في أول نوفمبر 1954 على مستوى منطقة الظهرة شرق الولاية ، و قد تم تنظيم بالمناسبة مراسيم ببلدية بن عبد المالك رمضان مسقط رأس الشهيد ، اشرف عليها رئيس الديوان ممثلا عن والي الولاية بحضور الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين و السلطات الأمنية والعسكرية و الأسرة الثورية و جمع من السكان، حيث بعد رفع العلم الوطني وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء بالمقبرة ، تم وضع إكليل من الزهور بالمعلم التذكاري المتواجد بروضة شهداء بدوار اولاد الحاج ببلدية بن عبد المالك رمضان ، قبل أن يطوف الجميع حول معرض للصور يبرز المسيرة النضالية والثورية للشهيد برجي عمر وشهداء المنطقة على غرار بن عبد المالك رمضان (1928-1954) وبرجي قدور (1931-1954) وهذا بمنزل الشهيد الرمز برجي عمر ببلدية بن عبد المالك رمضان و تكريم عائلة الشهيد البطل .
* مسار نضالي و ثوري مترسخ في أذهان السكان و قد كان الشهيد منسقا لهجمات الفاتح نوفمبر 1954 ، عام 1923 بقرية أولاد الحاج ببلدية بن عبد المالك رمضان شرق مستغانم، و تميز بنشاط ووعي متميزين جعلاه يحظى باحترام وتقدير مسؤوليه السياسيين فأصبح في وقت وجيز مسؤولا جهويا في حزب الشعب الجزائري الذي انضم إليه في أربعينيات القرن الماضي. و قام بتحويل منزله داخل القرية إلى ملجأ للمناضلين ومركز للوطنية التي كان يزرعها في انفس كل المنتمين للخلايا التي أسسها في قلب الظهرة الغربية . و في سنة 1947 نقل نشاطه العلني من الظهرة إلى حوض مينا بغليزان ولاسيما ببلدية يلل التي كانت وقتها جزءا من إقليم دائرة مستغانم. و قد أزعج نشاطه العلني الإدارة الفرنسية ،التي أصبحت تلاحقه مما دفعه إلى العمل السري والالتحاق في 1948 بالمنظمة الخاصة فعاد إلى منطقة الظهرة وكان حلقة الوصل بين كاسان (سيدي علي حاليا) ومستغانم و وهران رفقة مناضلين آخرين من بينهم الشهيد حمادو حسين ، وفقا لأساتذة التاريخ.
و بحلول عام 1953 ، أضحى برجي عمر عضوا بارزا بالمنطقة وقطبا من أقطاب العمل السري وبدأ رفقة عضو مجموعة الـ 22 التاريخية الشهيد بن عبد المالك رمضان في إعداد الأفواج المسلحة التي ستطلق الشرارة الأولى للثورة التحريرية بكاسان (سيدي علي حاليا) و ويليس (بن عبد المالك رمضان حاليا ) و بوسكي (حجاج حاليا). و كان الشهيد برجي عمر جزءا أساسيا من العمل وضمن الحلقة الصغرى للقيادة التي تضم كذلك الشهيدين العربي بن مهيدي (قائد منطقة وهران) وبن عبد المالك رمضان (قائد الظهرة)، يضيف ذات المتحدث.
و قاد الشهيد برجي عمر الهجوم في ليلة الفاتح نوفمبر 1954 واستهدف عدة مواقع للمستعمر الفرنسي وبقي بعين المكان يراقب الأوضاع ويترقب برفقة ابن أخيه الشهيد برجي قدور.
وبعد شعوره بضرورة الضغط على المستعمر الفرنسي لاسيما بعد اعتقال مرافقه الشهيد برجي قدور واقتياده إلى مركز الاستنطاق والتعذيب ثم فراره بعد ذلك، واصل برجي عمر طيلة 52 يوما التالية الكفاح المسلح بالمنطقة.وبالرغم من كل محاولات المستعمر الفرنسي للإيقاع به والقبض عليه باعتباره مصدرا للمعلومات، تم في الأسبوع السابع من الثورة التحريرية المظفرة اكتشاف المخبأ السري الذي أوى إليه فرفض الاستسلام للدرك والشرطة الفرنسيين التي حاصرت الغابة فأتلف كل ما كان بحوزته من وثائق وصمد رفقة الشهيد برجي قدور إلى أن نالا الشهادة في 22 ديسمبر 1954.