كل من يقصد وهران يتأكد له ومن الوهلة الأولى أنها المدينة المضيافة التي لا تغّل يدها إلى عنقها، ولا تتراجع عن مبدأ حسن الضيافة في معاملاتها اليومية، ولا تبخل عن تقديم خدماتها الاستجمامية والتجارية لسياحها وزوارها الذين يطرقون أبوابها ليل نهار في المواسم والمناسبات والعطل والتظاهرات الثقافية والرياضية.هو ذلك العقد المفتوح الذي لا تقيده الظروف ولا الأزمنة تبرمه المدينة المتوسطة وتحرس على تطبيق بنوده حرفيا وتعمل على ترويج منتوجاتها السياحية المحلية وتدعو في نفس الوقت متعامليها إلى استكشاف ما تصنعه من نشاطات ترفيهية وتثقيفية وتربوية وما تشتهر به من موارد طبيعية وأثرية وشعبية تجعل منها المدينة الساحرة التي لها القدرة على اختيار الثوب الذي يناسبها في مثل هذه المناسبات بألوان الشتاء أو الربيع أو الصيف بشكل أني يتغير بتغير الزمان والمكان. هي الولاية التي تفرد ذراعيها لاستقبال ضيوفها على مدار السنة لها القدرة على تجاوز كل العقبات و الاستثمار في المؤهلات الطبيعية والبشرية المتوفرة والظفر بلقب النجومية والتميز، كأكبر مدينة سياحية على المستوى الوطني، في حضور كل الشروط والإمكانيات التي عجلت باعتلاء كرسي قطب سياحي بامتياز.
لم تعد وهران تلك المدينة التي تكتفي بالتحضيرات المناسباتية في سبيل إنجاح موسم ما، ولم تعد تلك الولاية التي لا تستغل المؤشرات المتاحة، ففي ظرف زمني قصير لا يتعدى السنوات الثلاث الأخيرة طلّقت الباهية كل الممارسات التقليدية والمبادرات المكبلّة بقائمة طويلة من النقائص، وفتحت لنفسها مرحلة جديدة تحمل اسم العالمية بطاقات متجددة ومتشعبة بين الهياكل والمرافق السياحية الأثرية والمؤسسات والمراكز التجارية الخدماتية والمساحات والفضاءات الكبرى للتسلية والترفيه، تتيح للسائح فرصة الاختيار والانتقاء لركوب رحلة المغامرة والتسوق والتعرف على سحر وجمال المدينة.
تتعدد المقاصد وتختلف الوجهات بوهران الباهية وتفرض على الزائر برنامجا متنوعا لا ينزل عن جولات بفواصل اشهارية بكل من وسط وغرب وشرق المدينة، حتى تقدم له مزيجا متجانسا من العروض التسويقية والاستجمامية طيلة فترة إقامته بالولاية.من يزور وهران لا يتسلل إليه الملّل والكلّل ولو خلسة مع تدشين مرافق تجارية جديدة ودخول هياكل ترفيهية مجهزة بأحدث الألعاب والتقنيات المتطورة ودخول الخدمة أكبر مول على مستوى الوطن بحي البركي ، ومن يعد العدة لقضاء عطلة نهاية السنة بالباهية لن تختلط عليه الأمور ولن يصطدم حتما بعجز في الخدمات والمنشات متعددة الأنماط ونقص في العروض متكاملة الأبعاد.تحول جذري أضحت تسجله الساحة المحلية وقفزة نوعية طغت على كل الأنواع المتاحة، فمن الغرب بسطت كل من المساحة التجارية الكبرى ومركز الفروسية عنتر بن شداد بالسانية نشاطاتهما المتنوعة لاستقطاب الزوار، وفي الوسط لا تزال كل من سوق المدينة الجديدة وحديقة التسلية محافظتان على مكانتهما التجارية وسط التوسع الكبير الذي سجلته المدينة، أما حصن سانت كروز والتليفريك ، فتبقى الحركة تلازمهما طيلة أيام الأسبوع تزامنا مع حلول العطلة المدرسية ولا تخلد للراحة إلا بعد غروب الشمس.وإن كان غرب ووسط وهران يعرفان نشاطهما منقطع النظير تتصدر الجهة الشرقية بمحلاتها التجارية ومراكزها وفضاءاتها الترفيهية المتواجدة بكل من حيي الياسمين والعقيد لطفي قائمة الريادة أمام ما تفنن في تقديمه للمتسوقين والزوار الذين يجدون ضالتهم في كل زاوية يقصدونها وفي كل نقطة يختارونها بداية من العاشرة صباحا إلى ساعات متأخرة من الليل بدون انقطاع إلى درجة أن كل من يرحل إلى شرق الولاية للتبضع أو التنزه يختم إقامته بوجبة عشاء على الهواء الطلق أو بأحد المطاعم القريبة بعد ساعات طويلة قضاها بين التجول والتسوق والاستمتاع .