من قطب جامعي يقدم مادة رمادية كفيلة بمواصلة مسار الإقلاع، وسوق وطنية متخصصة في النشاط التجاري، ثم فضاء سياحي بامتياز لا يكتفي بالمواسم والمناسبات يفرد ذراعيه لاستقطاب السياح والوفود الدولية، إلى مدينة متوسطية تختار الألوان الجذابة والراقية لتنظيم التظاهرات الرياضية والسياسية العالية وتنتقي أجمل المعالم والمرافق لاستقبال ضيوفها.
أصبحت وهران في ظرف زمني قصير محاجاّ للوفود الدولية واللقاءات رفيعة المستوى تختارها المنظمات والهيئات العالمية لعقد أشغالها الدورية، فيجلس على طاولتها زعماء وقادة الدول لمناقشة القضايا القارية العادلة وتستقبل منشآتها البعثات الرياضية من القارات الثلاث يتنافسون فيها على المراتب الأولى والميداليات الشرفية، وتحتضن مراكزها تظاهرات من المستوى العالي لدراسة وعرض الخريطة المستقبلية للتنمية المستدامة بفروعها المختلفة.
ففي أقل من 3سنوات وبعد إلغاء الحواجز الصحية التي فرضتها الجائحة منذ سنة 2019أضحت الساحة المحلية تشهد حركية دائمة ميزتها انطلاق فعاليات القمم والمؤتمرات الدولية المتنوعة بتنوع نشاطاتها الدبلوماسية والسياسية والرياضية والطاقوية والتي وجدت موطنا لها بوهران، بل وفضلت أن تنتخبها كولاية مضيافة لطبعاتها على مدار عدة سنوات على سبيل المثال لا الحصر مؤتمرات الطاقة القارية والإقليمية والعربية وطبعات مسار وهران لمجلس الأمن والسلم الإفريقي .
وفي خضم الأحداث المتسلسلة، ننتقي صائفة 2022 وبالضبط منذ 25 جوان تاريخ انطلاق الطبعة ال 19 للألعاب المتوسطية التي احتضنتها وهران، ونبرز فيها المكانة الجديدة التي تقلّدتها، فلم تتوقف التظاهرات الدولية ولم يتوقف حبر سجل المعطيات الرسمية المدونة والمرّسمة عالميا، لترفع راية الألوان الثلاث عاليا وتشارك بدورها في القرارات المصيرية وتعرض خبرتها على ضوء ما يعيشه العالم من متغيرات. ومن طبعة وهران التي لقيت نجاحا متميزا على مدار ال10 أيام من المبارزة والمنافسة، وبعد أشهر قليلة سجلت وهران أشغال الندوة التاسعة رفيعة المستوى لمجلس السلم والأمن الإفريقي في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر من 2022بحضور 5 وزراء من نيجريا والنيجر والتشاد وكينيا وأثيوبيا ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام "جون بيار لاكروا" وسفراء وخبراء وشركاء الاتحاد الإفريقي ومجموعة "أ3" ، استطاعت من خلالها أن تكسب ثقة ودعم القارة وتؤكد للعالم أنها حاضرة دوما في المحافل السياسية. وتتوالى الأحداث على المدينة الساحرة وتمضي جليا نحو استقطاب التظاهرات واللقاءات الرسمية ، لتحتضن من 5 جويلية إلى غاية 15 من نفس الشهر من 2023 ألعاب الرياضة العربية في نسختها ال 15 بترتيبات وتحضيرات في غاية الدقة على خطى النجاح والتألق وتجاوز كل العقبات حصدت فيها ميداليات ومراكز أولى.
ويستمر العداد ويعزم على مواصلة سكة النجاح ويسجل في ديسمبر من السنة الجارية الطبعة العاشرة لمسار وهران بتوقيع 8 وزراء خارجية وخبراء وسفراء من القارة الإفريقية بمشاركة الدول الداعمة والممولة للسلم والأمن بالمنطقة من بينها النرويج وهولندا والسويد أشاد فيها المشاركون بحسن الضيافة والاستقبال ،وتغزلوا بجمال المنطقة واطلالاتها المتوسطية التي تنفرد بها عن باقي المدن واتفقوا أن تكون المدينة التي تحتضن اجتماعاتهم وقراراتهم المصيرية لتنمية وتطوير قارتهم ولوقف زحف الإرهاب والصراعات الداخلية التي تترصد بشعوب واستقرار إفريقيا في ظل ما تكتنزه من مؤهلات ومعطيات طبيعية وبشرية ومرفقية عجلّت بتقلد مرتبة الصدارة .