تتزين وهران لاستقبال السنة الجديدة بحلّة موسمية دافئة ،كفأل خير على الجزائريين في موعد جديد مع حياة أفضل كلها أمل وتفاؤل، وتختار المدينة المتوسطية اللون الأحمر كوشاح ترسم به واجهة وإطلالة 2024 تستقبل به ضيوفها الوافدين إليها من ولايات الوسط والشرق والجنوب يحطون الرحال في هذه الأيام تطلعا لغد أجمل بأمنيات مليئة بالخيروالانجاز والعافية ومن نافدة العوض الدائم عن الهموم والأحزان، ومن باب البركة والرضا لتجديد الآمال وتحقيق الأحلام واستمرار النعم. هي الأجواء التي صنعتها العائلات اليوم وهي تستعد لاستقبال سنة جديدة في حضن المدينة المضيافة بساحة أول نوفمبر وبالتحديد من وِهريْها نقطة التقاء ضيوف وزوار الباهية في كل المواسم والمناسبات، متفقة أن تصنع من هذه الظروف المميزة التي جمعت كل الفئات العمرية وألغت كل الحدود الإقليمية، بداية صفقة جديدة مع الأيام تؤمن بالقدرة على التغيير وتُصّر على إغلاق سنة مضت. لم تختلف أمنيات الجزائريين مع بداية العد التنازلي، ولم تبتعد عن الشعار التضامني المعروف الذي تعودوا عليه في المناسبات السعيدة والحزينة التي تزيد من اللحمة الوطنية وتقوي الروابط الاجتماعية وتزيل رواسب الشهور والأيام الماضية في رسالة صغيرة وجهتها لهم، وصورة مُوحدة تعكس طموحات الشعب وتطلعاته وتشاركه روح التجديد والتغيير في كنف الاستقرار والسكينة وهي تترقب رأس السنة الجديدة. وان كانت هذه العينة قد تركت بصمتها اليوم بتهاني عام 2024 ووثقت حضورها برسالة موجهة للجزائريين، فإن وهران هي الأخرى قد أعدت العدة للمناسبة وتجندت في الساعات الأخيرة من 2023 بتعزيزات أمنية خاصة تضمن السير الحسن وتعمل على توفير السكينة للسكان والزوار، وتسهر على ضبط إجراءات السلامة المرورية بالنقاط التي تشهد ضغطا وحركة غير عادية والأحياء والمجمعات السكنية التي تسجل إقبالا منقطع النظير للوافدين تجنبا للفوضى والاختلالات . ولم تفوت شوارع وطرقات المدينة فرصة الاحتفال برأس السنة الجديدة بإضاءة ساطعة بألوان متباينة في كل زواياها، تعبيرا عن حسن الضيافة وتحضيرا لحركة نشيطة تستمر إلى غاية صبيحة اليوم الموالي، أما المؤسسات الفندقية والمطاعم والمحلات التجارية، فاشتركت في عروض خاصة تزامنا مع الحدث من خلال قاعات مزينة بأطباق تقليدية وعصرية ونشاطات ثقافية وفكاهية موجهة للعائلات حفاظا على الطابع الاجتماعي وتمسكا بكل ما هو تراث لامادي .