تسارع وتيرة التغير المناخي في العالم سنة 2023 وتضامن الجزائر محل اشادة دولية

تسارع وتيرة التغير المناخي في العالم سنة 2023 وتضامن الجزائر محل اشادة دولية
مجتمع
تسارعت وتيرة آثار تغير المناخ في عام 2023 مع سلسلة جديدة من الزلازل والفيضانات وحرائق الغابات ودرجات الحرارة التي تتحدى الفصول, مما وضع مرة أخرى التضامن الدولي على المحك, حيث تميزت الجزائر من جديد سواء بأهمية مساعداتها الإنسانية أو ببطولة فرق التدخل التابعة لها التي أرسلت إلى مواقع الاحداث. ففيما يتعلق بالاحتباس الحراري, تم تصنيف شهري يوليو وأغسطس 2023 من قبل مرصد "كوبرنيكوس" الأوروبي على أنهما الأكثر حرارة على الإطلاق في نصف الكرة الشمالي. وبهذا الرقم القياسي الجديد, يقول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش, "بدأ انهيار المناخ على كوكب الأرض". وفي السياق نفسه, أكدت الوكالة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة أن 2023 "من بين أكثر الأعوام سخونة حتى الآن", مضيفة أن ظهور ظاهرة "النينيو" في وقت سابق من هذه السنة (في أبريل) هو السبب الرئيسي لهذا الاحترار. و أشار المصدر نفسه إلى أنه بسبب درجات الحرارة المرتفعة التي تجاوزت 55 و56 درجة مئوية في العديد من المناطق حول العالم, تم تسجيل حرائق "قياسية" في كثير من البلدان, مثل كندا والولايات المتحدة واليونان, حيث ملايين الهكتارات من الغطاء النباتي دمرت. من جانبه, أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه بسبب ظاهرة "النينيو" التي حدثت مبكرا, جاء الجفاف بشكل لم يسبق له مثيل ليدمر ملايين الهكتارات من المحاصيل, مشيرا إلى أن "هذا الوضع أدى إلى تضخيم المجاعة في العديد من البلدان". إضافة إلى ذلك, فإن عام 2023 كان أيضا, بحسب الأمم المتحدة, من بين الأسوأ من حيث الزلازل والفيضانات, مؤكدة أن "الزلازل التي ضربت تركيا وسوريا (أكثر من 55 ألف قتيل) والفيضانات في ليبيا وشرق افريقيا على وجه الخصوص, وضعت قدرات الأمم المتحدة على الاستجابة, على المحك". وقالت الأمم المتحدة : "في الصومال, أجبرت الفيضانات 300 ألف شخص على ترك منازلهم وعرضت مئات الآلاف الآخرين لانعدام الأمن الغذائي", واصفة ذلك بأنه "حدث فريد ??من نوعه لا يحدث إلا مرة واحدة كل قرن". كذلك, خلفت العواصف "دانيال" و "سيريان" و "دومينغوس" و "إلياس" في عام 2023, مئات الضحايا و أضرارا بالغة, لا سيما في أوروبا. ووفقا لشركة التأمين السويسرية "سويس ري", تسببت الكوارث الطبيعية المسجلة سنة 2023 في خسائر اقتصادية تقدر بنحو 260 مليار دولار. اشادة عالمية بشجاعة وخبرة رجال الحماية المدنية وتميز التضامن الجزائري مع الشعوب التي تعاني وضحايا الكوارث الطبيعية, الذي يعتبر بحق أحد الثوابت الوطنية, خلال سنة 2023, مما دفع بالمجتمع الدولي إلى الاشادة به والاستشهاد به كمثال يحتذى به. ويرى المعنيون أن المساعدات الإنسانية الجزائرية (الأغذية والأدوية والخيام وغيرها), التي نقلت في طائرات خاصة في وقت قياسي, وفقا لتعليمات رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, أسهمت إلى حد كبير في إغاثة الضحايا وتدبير احتياجاتهم, منهم ضحايا الزلازل في تركيا وسوريا والفيضانات في ليبيا. بالإضافة إلى ذلك, فإن فرق الاستجابة للحماية المدنية التي تم إرسالها على الفور إلى تركيا وسوريا وليبيا لتقديم يد العون, أثارت إعجاب العالم بعدد الأشخاص الذين تم إنقاذهم بأعجوبة من تحت الأنقاض. ووصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية, رجال الإطفاء الجزائريين, الذين خصصت لهم تقريرا كاملا, بأنهم "أبطال". وهنأ الرئيسان التركي والسوري, على التوالي رجب طيب أردوغان وبشار الأسد, رجال الإنقاذ الجزائريين, و أكدا أن "بطولتهم تنبع من بطولة الشعب الجزائري التي صاغتها العديد من المحن". من جانبها, أعربت السلطات الليبية عن امتنانها وتقديرها للحكومة الجزائرية وفرق الحماية المدنية التي تم إرسالها في الأيام الأولى بعد الفيضانات المدمرة في درنة. كما أشادت منظمة الصحة العالمية والبرلمان العربي بشجاعة وبطولة رجال الحماية المدنية الجزائريين الذين رسموا البسمة على وجوه العديد من العائلات. تجدر الإشارة أيضا إلى أن الجهود التي تبذلها الجزائر على مستوى القارة الإفريقية لمواجهة الكوارث الطبيعية, لقت استحسانا وترحيبا كبيرا من القادة والشعوب الإفريقية, على غرار إنشاء آلية قارية للاستجابة للكوارث الطبيعية, بمبادرة من رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون.

يرجى كتابة : تعليقك