بتواضعه المعهود وبحفاوة كبيرة استقبلنا "محمد قباش" المعروف لدى العام و الخاص وعلى المستوى المحلي والوطني والعالمي بـ"قادة الزينا" بسكنه بحي عبو العتيق، وهو أحد أعضاء فرقة "راينا راي" الذي اعتزل الفن نهائيا منذ حوالي 5 سنوات،.. " قادة الزينا " ورغم أنه يعيش عيشة البُسطاء وسط أبناء حيه، إلا أنه يعاني من التهميش والفقر والمرض، ومن خلال هذه الدردشة سنعرف تفاصيل كثيرة سردها لنا "قادة الزينا" عن ماضيه وحاضره وأمانيه :
في البداية كيف يقضي" قادة الزينا" يومياته خلال شهر رمضان؟
شهر رمضان هو محطة إيمانية لابد من اغتنامها بالاجتهاد والعمل و الإخلاص، والمسارعة للفوز بالحسنات والأجر الوفير، فالله عز وجل أكرمنا بشهرٍ مخصوص تتجلى فيه الرحمات وتتنزل فيه البركات أكثر من غيره، و بعدما اعتزلتُ الفن تغيرت حياتي نحو الأفضل، لأني ذقت حلاوة الإيمان والتقوى، فأصبحت لا أُفوّتُ خيرات شهر رمضان الذي أقضيه في تلاوة القرآن الكريم، و إقامة صلوات التراويح في المسجد والتهجد في العشر الأواخر والمسارعة إلى فعل الخير، دون إهمال واجباتي اتجاه عائلتي والاستمتاع بدفئها الذي افتقدته خلال سنوات الفن حينما كنت منشغلا بالسهرات وإحياء الحفلات والسفر هنا وهناك...، وأنا اليوم أعيش يومياتي ببساطة على غرار عامة الناس، لا كما كانت تفرضها عليّ بروتوكولات الشهرة.
قرار اعتزالك الغناء بعد سنوات طويلة من النجومية كان مفاجئا، فكيف حصل ذلك ولماذا؟
أجل، قضيت نصف عمري في الغناء ،واشتهرت عالميا بعدة أغاني في مقدمتها"يا الزينة ديري لتاي"، "تطيل الطايلة"،" أنا ما عندي زهر"، "هاكدا هاكدا" "زغيدة" وغيرها ، و الاعتزال كان يراودني في كل مرة ،لكن الطموح كان يدفعني نحو الأمام في هذه الطريق المحفوفة بالأشواك التي وإن حققت لي النجومية العالمية إلا أنها أبعدتني عن طريق الله، وفي الأخير قررتُ ترك الفن في قرار صارم رغم وهج شعلة الرغبة في الاستمرار.
كيف تمكنتم من اتخاذ هذا القرار الجريء ؟وفي أي ظرف؟
هي في الحقيقة كل شيء من حولي صار يدفعني للاعتزال الذي أجّلته أكثر من مرة، أحسست في لحظة بصحوة ضمير ملحة للابتعاد بشكل نهائي عن الأضواء وترك هذا المجال الذي دخلته سنة 1967 ،والعودة إلى جادة الطريق، وكانت البداية صعبة للغاية ،لكن رجوتُ الله أن يساعدني للثبات والتمسك بالقرار، وكان الله مجيبا لدعائي وساعدني في تطليق حياة الفن التي طويت صفحتها تماما.
كيف تلقى جمهورك العريض قرار اعتزالك للغناء؟
التوبة والاعتزال الفني هي قبل كل شيء قرار شخصي حرّ، ويعبر بشكل ما عن اختيار وقناعة لا تختلف عن ذات القناعة التي ساقت الفنان بإرادة واعية وشروط موضوعية إلى الانخراط في هذا المجال، و كان خبر الاعتزال مفرح للأغلبية ،و ليس كذلك بالنسبة للبعض،و بعد اتخاذ هذا القرار أطليت على الجمهور من خلال فيديو قصير تبرأت من خلاله من كل من يستمع إلى الأغاني التي أديتها سابقا، لأن توبتي نصوح، ولا أريد أن يؤثر ذلك في علاقتي الجديدة مع الله، و من منبر "الجمهورية " أطلب من عامة الجمهور دعمي في خطوتي و حياتي الجديدة التي أنعم فيها بالاستقرار و راحة البال.
نعلم أنك تعاني من المرض، فكيف تتعايش معه؟
أجل ، أعاني منذ مدة من مشكل صحي على مستوى الرئتين دخلت لأجله الى المستشفى والحمد لله.
هل تلقيت مساعدات من قبل المسؤولين؟
للأسف ، لا زلت مهمشا وهو ما يحزّ في نفسي كثيرا، ولا أملك دخلا من قطاع الثقافة ، حيث أنني أعيش من هبات المحسنين جزاهم الله كل خير، لكن وجب علي شكر المديرة الجديدة للثقافة لولاية سيدي بلعباس التي زارتني و وعدتني بالدعم، كما أشكر أيضا البروفيسور عبد الصمد طالب رئيس مصلحة الأمراض التنفسية بالمستشفى الجامعي "عبد القادر حساني" و ابنته الطبيبة على المساعدة القيمة التي قدماها لي خلال تواجدي بالمستشفى بغرض العلاج.
ما هو الحلم الذي يراود اليوم " قادة زينا " ؟
كل أحلامي وأهدافي وطموحاتي تُختزل في شيء واحد، هي زيارة البيت الحرام والسجود فيه ،وأن يتوفاني الله وهو راض عني ويرزقني حسن الخاتمة، و يدخلني جنة الفردوس مع الأبرار.