الذكرى الـ 65 على استشهاد البطل العربي بن مهيدي

قائد معركة الجزائر و قاهر جنرالات فرنسا

قائد معركة الجزائر و قاهر جنرالات فرنسا
ثقافة
تمر اليوم الذكرى الـ 65 على استشهاد الشهيد البطل العربي بن مهيدي، هذا الصنديد الذي قدم للاستعمار مثال حي على الرجل الجزائري الشجاع. والشهيد محمد العربي بن مهيدي من مواليد عام 1923 بدوار الكواهي بعين مليلية وهو الابن الثاني في ترتيب الأسرة التي تتكون من ثلاث بنات وولدين، دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية بمسقط رأسه، ثم انتقل الى باتنة ثم بسكرة وقسنطينة ليتابع دراسته مع مواصلة دراسته في فرع جمعية العلماء العربية مع الشيخ نعيم النعيمي. انضم في العام 1939 لصفوف الكشافة الاسلامية فوج الرجاء ببسكرة وبعد بضعة أشهر أصبح قائد فوج الفتيان في عام 1942 وانضم لصفوف حزب الشعب بمكان إقامته، حيث كان كثير الاهتمام بالشؤون السياسية والوطنية. وفي 08 ماي 1945 كان الشهيد من بين المعتقلين إثر المظاهرات التي اندلعت هناك ثم أفرج عنه بعد ثلاثة أسابيع قضاها في الاستنطاق و التعذيب بمركز الشركة. في عام 1947 كان الشهيد من بين الشباب الأوائل الذين التحقوا بصفوف المنظمة الخاصة وهي منظمة عسكرية سرية تابعة لحزب الشعب تم ما لبث أن أصبح من أبرز عناصر هذا التنظيم وفي عام 1949 أصبح مسؤولا للنجاح العسكرية بسطيف، وفي نفس الوقت نائبا لرئيس أركان التنظيم السري على مستوى الشرق الجزائري الذي كان يتولاه محمد بوضياف. في عام 1950 ارتقى إلى منصب مسؤول التنظيم بعدما تم نقل محمد بوضياف للعاصمة و بعد حادث مارس الذي اكتشفت فيه المنظمة السرية الخاصة 1950 اختفى عن الأنظار وبعد حل المنظمة في 1953عين مسؤولا للدائرة الحزبية بوهران و مباشرة عند تكوين اللجنة الثورية للوحدة والعمل في مارس 1954 أصبح الشهيد من بين عناصرها البارزين ثم عضوا فعالا في جماعة 22 التاريخية التي أنشأت جبهة التحرير الوطني. لقد لعب محمد العربي بن مهيدي دورا كبيرا، في التحضير للثورة الجزائرية المسلحة ضدّ الاحتلال الفرنسي. وسعى إلى تجييش الجزائريين للمشاركة فيها. وفي أوت من العام 1956 عينته قيادة الثورة الجزائرية قائداً لمنطقة الغرب الجزائري.خلال مؤتمر الصومام، كُلف العربي بن مهيدي بالعمليات الفدائية في جيش التحرير الجزائري، ليشرع مباشرة في تنظيم خلايا فدائية في جميع أنحاء العاصمة الجزائرية. فشهدت العاصمة عمليات فدائية عديدة أرهبت الاحتلال الفرنسي وأربكته. وقال مقولته الشهيرة ألقوا بالثورة ألى الشارع سيحتضنها الشعب وأصبح أول قائد للولاية الخامسة كان الشهيد من بين الذين عملوا بجد لانعقاد مؤتمر الصومام في 20 أوت 1956 وعين بعدها عضوا في لجنة التنسيق والتنفيذ للثورة الجزائرية. قاد معركة الجزائر بداية من سنة 1956 وبعد مسيرة حافلة بالبطولات والانتصارات والتخفي، تمكن النقيب آلير (Le capitaine Aler) من جيش الاحتلال الفرنسي بمساعدة أحد عملائه "الحركيين"، من اعتقال بن مهيدي في فبراير 1957. ولما فشل التحقيق بالحصول على معلومات عن الثوار والثورة، جاء الأمر من عاصمة الاحتلال باريس بتعذيبه حتى يعطي المعلومات.لكنه، بقي معتصماً بالصمت ورفض خيانة ثورة ألقى بها إلى شعب الجزائر، كما قال ذات مرة. خلال التحقيق الذي تولاه بيجار، قال له "لقد قلت كل شيء" فضحك بن مهيدي، وأجابه "أنا لم أقل لك شيئاً.. لقد أمرت عقلي بأن يقول ما أريد أن أقوله لك". وقال النقيب آلير في إحدى المقابلات الصحفية عن العربي بن مهيدي : "كنت أود أن يكون لي قائد مثله.. كنت أحب أن أرى معي رجالاً مثل بن مهيدي بقيمته وحجمه.. كان بن مهيدي سيداً "، " إن الكولونيل بيجار رفض تعذيبه، كما جرت العادة مع المعتقلين، بل كان يُحادثه ويسأله ويستفيد من خبرته، لكن هذا الأمر أزعج الجنرال ماسيو الذي كان يقول "خلصوني من هذا الرجل". فأرغم بيجار على نقله إلى وصاية الجنرال بول أوساريس "لأسباب إدارية".وأثناء عملية نقله، رفع رجال بيجار أسلحتهم وقدموا التحية العسكرية للبطل، كما يروي النقيب آلير، إنه خلال الاعتقال قال له: "أنت قائد الثورة وها أنت بين أيدينا، لقد خسرتم معركة الجزائر، لقد خسرتم حرب الجزائر"، فأجابه: "لا تصدق ذلك، وذكرني بنشيد المقاومين (إذا أنا سقطت فسيخلفني آخرون)". ويتابع آلير "ثم جاء الكولونيل بيجار، يقول النقيب آلير، وتحدث إليه أيضاً وأعجب به كذلك، كان رجلاً هادئا، في قمة الصفاء، لم يكن خائفاً ولم يكن قلقاً.. يجب الاعتراف بالعظمة والشجاعة للخصم، حتى اسمه الثوري كان حكيما.. آلمني فقدان رجل مثله". وقال عنه الجنرال بيجار " لو كان لي ثلة من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم ". استشهد بن مهيدي وهو شاب يافع في 34 من عمره تحت التعذيب ليلة الثالث إلى الرابع مارس 1957 بعد أن أعطى درسا لجلاديه في البطولة.

1 تعليقات

  1. جيلالي سرايري 07 مارس 2022 - 12:43:42

    الشهيد العربي بن مهيدي بطل الجزائر كلها وليس بطل معركة الجزائر العاصمة فهو كان قائدا لمنطقة وهران ولم يكن مكلفا بالعمل في العاصمة التي القي عليه القبض فيها خلال قيامه بمهمة فيها

يرجى كتابة : تعليقك