كرر العاملون في المجال الإنساني التابعون للأمم المتحدة الإعراب عن مخاوفهم البالغة بشأن أوضاع المدنيين في قطاع غزة
المحاصرين بالحرب، في ظل استمرار القصف الصهيوني على دير البلح وخان يونس ورفح في جنوبي القطاع.وسلطت التحذيرات الأخيرة الصادرة عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين /أونروا/، وبرنامج الأغذية العالمي الضوء على خطر المجاعة والمرض في المناطق المكتظة بالسكان، حيث فر مئات الآلاف من الأشخاص من القصف المكثف في شمال ووسط القطاع. وقال برنامج الأغذية العالمي في منشور على منصة /إكس/:"الجميع في غزة جائعون! إن تخطي وجبات الطعام هو القاعدة، وكل يوم يمثل بحثا يائسا عن القوت. غالبا ما يمضي الناس طوال النهار والليل دون تناول الطعام. الكبار يعانون من الجوع حتى يتمكن الأطفال من تناول الطعام". ووفقا للأونروا، يبحث الآن أكثر من مليون شخص عن الأمان في مدينة رفح الجنوبية المكتظة بالفعل، حيث ينام مئات الآلاف في العراء دون ملابس أو مواد كافية للوقاية من البرد. من جهتها، حذرت منظمة الصحة العالمية من "خطر وشيك" لتفشي الأمراض المعدية. فقد سجلت المنظمة منذ منتصف أكتوبر 179 ألف حالة إصابة بالتهاب الجهاز التنفسي الحاد، وأكثر من 136 ألف حالة إسهال بين الأطفال دون سن
الخامسة، و4600 حالة يرقان. وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) إلى أن السلطات الصحية في غزة تمكنت من استئناف بعض خدمات المستشفيات في شمال غزة، من بينها المستشفى الأهلي، ومستشفى أصدقاء المريض الخيري، ومستشفى الحلو الدولي، ومستشفى العودة، وعدد من مراكز الرعاية الأولية الأخرى. وقالت الأوتشا إن ذلك جاء "وسط مخاطر كبيرة تحيط بحركة وعمل الفرق الطبية بسبب القصف المستمر على الأحياء السكنية ومحيط المرافق الصحية". وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن وزارة الصحة ووكالة الأونروا ومنظمة الصحة العالمية تقوم بالتنسيق بشأن خطة إعادة تفعيل المراكز الصحية لتلبية احتياجات النازحين في كافة أماكن النزوح. ووفقا لتقرير صادر عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان، فإن الفترة من 7 أكتوبر إلى 20 نوفمبر الماضيين شهدت "زيادة حادة في الغارات الجوية وكذلك
التوغلات التي قامت بها ناقلات الجنود المدرعة والجرافات المرسلة إلى مخيمات اللاجئين وغيرها من المناطق المكتظة بالسكان في الضفة الغربية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وإلحاق أضرار جسيمة بالأعيان والبنية التحتية المدنية".
ويواصل الكيان الصهيوني عدوانه المكثف وغير المسبوق على قطاع غزة لليوم التاسع والثمانين على التوالي، بشن عشرات الغارات الجوية والقصف برا وبحرا، مخلفا 22185 شهيدا وأكثر من 57 ألف جريح، أكثر من 70 بالمئة منهم أطفال ونساء،
فيما لا يزال هناك آلاف الشهداء والجرحى تحت الأنقاض وفي الطرقات لم يتم انتشالهم بسبب القصف المتواصل، ومنع الاحتلال لطواقم الإسعاف من انتشالهم.