دعا مارتن غريفيثس، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، يوم أمس الجمعة إلى إنهاء الحرب في غزة التي أصبحت مكانا للموت واليأس بعد ثلاثة أشهر من العدوان الصهيوني الهمجي على القطاع المحاصر و الذي خلف الاف الشهداء و الجرحى غالبيتهم من الأطفال والنساء. وقال في بيان صحفي "إننا نواصل المطالبة بإنهاء فوري للحرب، ليس فقط من أجل شعب غزة وجيرانها المهددين، ولكن من أجل الأجيال القادمة التي لن تنسى أبدا هذه الأيام التسعين من الجحيم والاعتداءات على أبسط المبادئ الإنسانية." وأضاف "لقد حان الوقت لكي يستخدم المجتمع الدولي كل نفوذه لتحقيق ذلك". وقال إن المجتمع الإنساني قد ترك أمام مهمة مستحيلة تتمثل في دعم أكثر من مليوني شخص، حتى مع مقتل وتشريد موظفيه، ومع استمرار انقطاع الاتصالات، وتضرر الطرق، وإطلاق النار على القوافل، وانعدام شبه تام للإمدادات التجارية الضرورية للبقاء على قيد الحياة. وقال منسق الإغاثة في حالات الطوارئ إنه بعد مرور ما يقرب من ثلاثة أشهر على العدوان الصهيوني، أصبح الوضع الإنساني في غزة مأساويا، مشيرا إلى مقتل وجرح عشرات الآلاف من الأشخاص -- معظمهم من النساء والأطفال، وقال إن العائلات تنام في العراء مع انخفاض درجات الحرارة وتتعرض المناطق التي طلب من المدنيين الانتقال إليها للقصف. كما أشار إلى تعرض المرافق الطبية لهجمات مستمرة.
أما المستشفيات القليلة التي تعمل جزئيا فهي مكتظة بحالات إصابات الرضوح، وتعاني من نقص حاد في الإمدادات، وتوجد بها أعداد كبيرة من الأشخاص اليائسين الذين يبحثون عن الأمان. وحذر غريفيثس من كارثة صحية عامة تتكشف فصولها في غزة، حيث تنتشر الأمراض المعدية في الملاجئ المكتظة مع تسرب المجاري. وتلد حوالي 180 امرأة فلسطينية يوميا في خضم هذه الفوضى. ويواجه الناس أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي المسجلة على الإطلاق. والمجاعة وشيكة. أما بالنسبة للأطفال على وجه الخصوص، الأسابيع الـ12 الماضية كانت مؤلمة، حيث لا يتوفر لهم الطعام ولا الماء ولا يذهبون إلى المدارس. لا شيء سوى أصوات الحرب المرعبة، يوما بعد آخر". وأوضح وكيل الأمين العام أن "غزة أصبحت ببساطة مكانا غير صالح للسكن. ويشهد أهلها تهديدات وجودية بصورة يومية، بينما يراقب العالم ذلك". ولليوم ال 92 تواليا يشن الاحتلال الصهيوني عدوانا عنيفا على قطاع غزة تاركا وراءه حتى الآن أكثر من 22 ألف شهيد وما يربو عن 58 ألف جريح ودمار هائل في المنازل والبنى التحتية.