ورثت حرفة الخياطة عن والدتها منذ صغرها ،فاصبحت السيدة فران كريمة من هاوية للخياطة إلى أستاذة مكونة للآلاف من بنات وسيدات ولاية معسكر في هذا المجال ، حيث تقول السيدة فران أن بداية مشوارها مع حرفة الخياطة كانت مع والدتها المرحومة، التي مكنتها من ابجديات هذه الحرفة المرموقة ، وكانت أحد أعمدة نجاحها ،وبعد مرور السنين وزيادة شغف الأستاذة بهذا المجال ،اصرت على أن تطور من مهاراتها وتدخل عالم التكوين المهني ،لينطلق مسارها التكويني بمركز للتكوين بالمحمدية سنة 2000 ،اين واجهت المرأة جميع الصعوبات والتحديات لاسيما العائلية واستمرت في تلقيها لدروس وحصص من أجل تطوير مهاراتها في الخياطة ،حيث أن السيدة وبعد اجتيازها للامتحان بولاية سيدي بلعباس كانت الفائزة الوحيدة في دفعتها ،وهو الأمر الذي جعلها محل اهتمام القائمين على قطاع التكوين المهني في ذلك الوقت ،حيث تم تقديم عرض لها أن تكون ضمن الأساتذة بمركز التكوين المهني بتيغنيف من أجل تلقين المتربصات دروس الخياطة ،وهنا تقول كريمة أن إصرارها وعزيمتها كانا وراء نجاحها كما أن حبها للمنتوج المحلي الجزائري لا سيما الزي التقليدي كانا دائما من أسباب تشبثها بحرفة الخياطة ،كما اعتبرت السيدة فران أن فرصة أستاذة بمركز التكوين المهني والتي كانت كحلم لسيدة هاوية التي اعتبرتها كركيزة أساسية من أجل غرس حب خياطة الألبسة التقليدية الجزائرية في نفوس الآلاف من المتربصات ،اما في الشق التطبيقي لحرفة الخياطة فقد أكدت المتحدثة أن أساس الخياطة الصحيحة والمضبوطة هي "الإبرة والخيط " وكيفية التحكم بهما للخياطة اروع التصاميم واتقنها فمن يتحكم فيهما تقول كريمة فإنه سبتحكم في خياطة جميع الموديلات باستعمال جميع أجهزة الخياطة المتوفرة حاليا ،وعليه تشدد السيدة فران على متربصاتها على هذا الأمر التي قالت إنه يعد من بين الدروس الأساسية التي تلقنها لمتربصاتها والتي تستغرق حصصا متعددة ،فبالابرة والخيط التي تعد سر النجاح تقول كريمة بأن المتربصات اخطن عدد من المنتوجات ،كريمة التي لا يزال شغف حبها للخياطة يكبر بالرغم من سنوات قضتها في هذه الحرفة ،لم يقتصر تكوينها للمتربصات بمركز التكوين المهني رڨيبة عبد القادر بالمحمدية ،بل تتنقل لتعليم المتربصات بمركز التكوين المهني بسيدي عبد المومن واللائي تعذر عليهن التنقل من مقر سكناهن إلى مدينة المحمدية ،حيث أن السيدة كريمة تقول في هذا الجانب أنها لما سمعت بان هناك متربصات بمركز سيدي عبد المومن يردن التربص في مجال الخياطة ولا يوجد استاذ أصرت على أن تتنقل من أجل أن تعلمهن وتساعدهن لفتح ورشات للخياطة وولوج عالم الشغل ،ناهيك عن هدفها الأسمى وهو تدعيم الإنتاج المحلي في خياطة العديد من الموديلات المتعلقة بالقفطان ،البدعية ،الطابلية، البلوزة ،كما أضافت المتحدثة أن العديد من المتربصات وقبل خروجهن من مركز التكوين المهني يقمن باخاطة العديد من الملابس ،حتى أن العديد منهن باتت تخيط ملابس العيد لها ولعائلتها ،كريمة التي لا تهدأ ولا تتوقف عن تكوين الفتيات والسيدات في حرفة الخياطة ساهمت في تكوين النساء الأرامل والأيتام في هذا المجال ومساعدتهم لفتح مشاريع خاصة بهم في هذا الميدان لإعالة عائلاتهم ، وضمان مصدر قوتهم ،اما فيما يخص تكوين النساء التي يتحصلن على منحة البطالة فقد تمكنت السيدة من تكوين أكثر من 200 امرأة بالمحمدية مستفيدة من منحة البطالة ،وفي هذا الجانب قالت كريمة أن هذه الفئة من النسوة تدخل عالم التكوين في البداية بذهنية أنها تتحصل على الشهادة ،لكن بعد فترة التربص واستفادتهن من الكثير من الأمور الخاصة بمجال الخياطة ،ومعرفتهن أنهن يملكن امكانيات لتطوير أنفسهن في هذا المجال خاصة وأن العديد منهن وقبل التخرج اخطن موديلات روعة خاصة جبة القبائل والتي تم عرضها خلال احتفال يناير بالمنطقة ،وهو الأمر الذي يحبب لديهن مجال العمل والانخراط في الشغل ،كريمة التي ثمن الجميع مجهوداتها لا سيما المتربصات واثنوا على مجهوداتها الجبارة للرقي بمجال الخياطة بالولاية ،اشاروا حالهم حال السيدة كريمة على أن تستفيد كريمة من مؤسسة خاصة لتعليم الخياطة للنساء خاصة اللواتي يعشقن حرفة الخياطة ولا يستطعن الولوج إلى مراكز التكوين المهني لاسباب عديدة ويحبذن التكوين خلال العطلة الصيفية نظرا لظروفهن المختلفة .