احتضت اليوم متوسط الشهيد شريط علي شريف ندوة تاريخية مخلدة للذكرى ال 66 (28 جانفي 1958) لاستشهاد البطلين شريط على شريف وسليماني شعبان بحضور الأسرة الثورية و تلاميذ مختلف المؤسسات التربوية وأساتذة ومختصين في التاريخ.
هذه المبادرة التاريخية القيمة عكفت على تنظيمها كل من جمعية المحكوم عليهم بالإعدام ومكتب وهران للمنظمة الوطنية للمجاهدين بالتنسيق مع المديرية الولائية للمجاهدين ومديرية التربية تحت إشراف والي وهران السيد السعيد سعيود كانت فرصة سانحة لنقل للأجيال الصاعدة بطولات وأمجاد من صنعوا تاريخ الجزائر من خلال برنامج تفاعلي سرد حياة كل من شهيدين البطلين.
وفي هذا الصدد أكد المدير الولائي للمجاهدين السيد على شكوش أن هذه الذكرى العزيزة على قلوب الجزائريين هي مفخرة وقدوة للأجيال الصاعدة لرفع التحدي وربح معركة البناء والتشييد ،موضحا أن هذه الندوة المخلدة لذكرى الشهيدين البطلين شريط علي شريف وسليماني شعبان قد نظمت بإحدى المؤسسات التربوية التي تحمل اسم الشهيد "شريط علي الشريف " لخلق تفاعل حقيقي بين جيل الثورة التحريرية وجيل المستقبل وهذا من خلال فتح حوار لاستذكار مآثر الثورة التحريرية المظفرة وبحسب المدير الولائي للمجاهدين فإن "التاريخ" قد دخل باب المؤسسات التربوية من بابه الواسع كمنهجية جديدة للحفاظ على الذاكرة الوطنية والتي تشكل الاولوية لنقل القيم الأصيلة للأجيال القادمة ، وأوضح المدير الولائي للتربية أن ذكرى استشهاد البطلين شريط على شريف وسليماني شعبان سترسخ في ذاكرة الأجيال مبادئ ثورة نوفمبر من خلال أعمالهما البطولية بحيث كانا في قمة التفاني وحب الوطن وذروة الوعي بالمسؤولية والتحلي بالجرأة والإقدام التي زعزعت المستعمر.
كما أوضح السيد بوهني محمد رئيس مصلحة المستخدمين بالمديرية الولائية للتربية أن المبادرة فرصة لنقل قيم حب الوطن للأجيال الصاعدة وتلقينهم مبادئ التمسك بالهوية الوطنية والتضحيات المبذولة للدفاع عن وطننا بكل الثوابت الوطنية ، كما اعتبر السيد هني محمد أن المؤسسات التربوية قد فتحت أبوابها للتاريخ لتعزيز روح الانتماء لهذا الوطن العزيز على قلوبنا مؤكدا أن هذه الندوة لها اهمية كبيرة في حفظ الذاكرة وشحذ همم الأجيال الصاعدة وتعزيز حسهم الوطني قصد مواجهة التحديات والصعاب.
وبالمناسبة فقد أوضح الدكتور بلحاج محمد أستاذ في تاريخ بجامعة وهران1 أحمد بن بلة والمكلف بملف الذاكرة والتراث بالمنظمة الولائية للمجاهدين أن هذه المناسبة تعد استذكارا لمآثر الشهيدين البطلين شريط علي شريف وسليمان شعبان وتعريف الأجيال الصاعدة ببطولاتهما وأخذ العبر من تضحيات السلف مشيرا الى أهمية هذا اليوم لاسيما أنه ولأول مرة يتم تنظيم هذه المناسبة الوطنية بإحدى المؤسسات التربوية وهذا لتمكين الأجيال من صياغة وعي جديد لمواصلة ثورة البناء والتشييد.
وبالموازاة فقد نقل ابن المجاهد الحاج قدور بن عياد رئيس جمعية قدماء المحكوم عليهم بالإعدام الذي هو حاليا طريح الفراش كلمته خلال هذه الندوة التي تخلد الذكرى ال66المزدوجة لاستشهاد "علي شريف شريط" و"سلماني شعبان" حيث أكد أن الرجلين اللذان كان رفيقيه في الزنزانة رقم 13 علما بأن حكم الإعدام سينفذ في الساعات الاولى من الصباح ،مؤكدا أنهما اتسما بالبطولة والشجاعة لم يهابا بالموت في سبيل من أجل أن تحيا الجزائر حرة كريمة.
شريط علي شريف الذي قبض عليه عندما قام يوم 14 جويلية 1957 بعملية داخل حانة بحي "كارتو "، وفجر قنبلة يدوية ليتم تحويله مباشرة إلى مركز الشرطة السرية، أين مكث تحت التعذيب لمدة 8 أيام و حُول بعدها ، إلى سجن وهران المركزي في حالة يرثى لها بعد تعرضه لأبشع أنواع التعذيب والتنكيل من أجل إجباره على الاعتراف بأفعاله و الإقرار بالمعلومات المتعلقة بالتنظيم الثوري بالمنطقة، لكنه صمد و لم يدل بأي شيء متسلحا بإيمانه بالقضية العادلة و والشهيد علي شريف شريط هو صاحب أوّل رصاصة أطلقت ليلة الفاتح نوفمبر بوهران و ثاني من نفد فيه حكم المقصلة، وهو من مواليد 6 من شهر أوت سنة 1931 بسيق، أما عن الشهيد سليمان شعبان فقد ولد سنة 1932 بإبودرارن ولاية تيزي ورز، و ترك قريته صغيرا ليستقر بوهران بالمدينة الجديدة أين تعلم حرفة الخياطة بعد عامين افتتح محله الخاص في نفس الحي ، وقد كان محله مكانا لتبادل الرسائل وتخبئة السلاح، فكانت له الفرصة لمعرفة قادة جبهة التحرير بالمنطقة الذين قاموا بضمه إلى خلية العمليات الفدائية في حي الحمري، ونظر لشجاعته و روحه الوطنية أصبح مساعد مسؤول مجموعة في خلية الفدائيين بالمنطقة ، ليلقى عليه القبض ثم يحول بعدها إلى سجن وهران أين حكم عليه بالإعدام، لينفذ فيه الحكم يوم 28 جانفي 1958.