سينفض مشروع ترميم فندق محطة القطار بوهران غبار سنوات طويلة من الإهمال والانتظار ويخرج أخيرا من النفق المظلم ومن الوقوف على الأطلال إلى مرتبة البنايات المصنّفة التي كان لها الحظ الأوفر من برنامج إعادة الاعتبار المسطر من قبل الجهات المتخصصة وفق إستراتيجية وطنية تستهدف بالدرجة الأولى مثل هذه المواقع . لقد انطلقت اليوم السادس من فيفري الجاري أشغال ترميم فندق محطة القطار بوهران، وبدأت ملامح الاهتمام بالمعلم الأثري تتضح تدريجيا من أول يوم يفتح فيه المكان أبوابه الخشبية الضخمة لاحتضان ورشات مكثفة باشر فيها أعوان الوحدة المكلفة بالعملية بموجب العقد الذي يجمعها بالشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية .بعد مدّ هدم فندق المحطة وجزر إعادة تأهيل البناية، فصلت إدارة المديرية الجهوية في الملف العالق لأكثر من 20 سنة وقررت إنهاء مرحلة طويلة من الجدل بين الحفاظ على العمارة وبين إزالتها ، استنادا على تقرير "سي تي سي" الذي أكد على صلاحية المبنى وصلابة أساساته وقدرته على تحمل أشغال الترميم ومجابهة عوامل الزمن، وأنهى بالمقابل صراع بين دراسات متناقضة لم تقف سابقا عند الطريق الصحيح. وحسب مصادر موثوقة من ذات الجهة، فإن مشروع ترميم الفندق يرى النور هذه المرة بانطلاق أشغال تنظيف الموقع استعدادا لعملية كبرى تتضمن مراحل متعددة من ورشات إعادة البناء المتخصص تشرف عليها أيادٍ مؤهلة لها خبرة طويلة في المجال حتى يظل الموقع محافظا على طابعه الأثري الجميل .واستكمالا لنفس المنهجية وتطبيقا لتعليمات الوصاية، فقد حددت الإدارة شروط الترميم المبنية على مقاييس ومعايير معمارية خاصة تصب في قالب خصوصية الفندق الذي ينفرد بميزة مغايرة عن باقي البنايات المصنفة يشهد على حقبة تاريخية خلت بلمسة المهندس "اربير بالو" حتى يظل شامخا وسط ساحة المحطة .
واستنادا لنفس البطاقة الفنية للفندق فإن هذا الأخير يتسع لـ 17غرفة نوم ويضم طابقين اثنين بهندسة معمارية خاصة طغت عليها أشكالا ورموزا وألوانا مختلفة تُزينها في الطابق الأرضي ثريات ضخمة لا تزال صامدة لحد الآن في انتظار التعديلات التي ستزيد الموقع جمالا ووتجعل منه تحفة معمارية فريدة من نوعها .أما بالنسبة للمحظوظين بشرف الإقامة بالفندق الأثري ، فلم يتقرر بعد حسب مصادرنا تحديد الضيوف والنزلاء الذين تتوفر فيهم الشروط، خاصة أن هذا الأخير يشهد له الزمن أنه فندق تاريخي له سحر وتفاصيل لا تتكرر بالمؤسسات الأخرى.