نظمت"جمعية حماية التراث والتاريخ بالنحية الغربية" صبيحة يوم أمس بالتنسيق مع بلدية مزغران ومديرية الثقافة والفنون لولاية مستغانم برنامجا تاريخيا ثريا خصص لإحياء الذكرى 184 لمعركة مزغران الثانية ، جمع هذا البرنامج بين الجلسة العلمية خاصة بالحدث وزيارة المآثر التاريخية لمنطقة مزغران ، بداية البرنامج كان على مستوى المكتبة العمومية للمطالعة ببلدية مزغران ، حيث ألقى الدكتور بليل محمد مختص في مادة التاريخ ومدرس بجامعة بن خلدون بولاية تيارت محاضرة تاريخية تضمنت معركة مزغران الثانية التي جرت وقائعها من 02 إلى 06 فبرابر1840 بين جيش الأمير عبدالقادر الذي قيادة الملازم مصطفى بن تامي والقائد الفرنسي القبطان لوليافر، الدكتور بليل محمد أسهب في شرح ظروف المعركة، تطورها، نتائجها وخاصة تضارب المصادر الفرنسية من حيث نتائجها في ظل غياب المصادر الجزائرية، حيث ارتكز بالخصوص على ما نقله الضابط الفرنسي مسؤول المكتب العربي بالمنطقة ريموند بليسييه القائل بأن جيش بن تامي مصطفى كان عدده يتراوح بين ألف وخمسمائة إلى الفين مقاتل أما شهدائه فلم يتجاوزوا بضعة مئات ، في حين أن الرقم الذي عرضته الصحافة الفرنسية في غياب تقرير حكومي رسمي فرفع جيش بن تامي إلى 12الف مجاهد ، فيما أشار بأنه استشهد منهم 500 مقاتل ، وقد اعتبر المحاضر وجود مبالغة في ذلك لذا رمى الكرة في خندق الباحثين والمهتمين بتاريخ المنطقة لتسليط الضوء والتنقيب انطلاقا من الدراسات والبحوث ومنح اهتمام بالغ لهذه المسألة التاريخية ، بعد فتح باب المناقشة للحاضرين والإيجابة عن أسئلتهم ، انتقل الحاضرون لزيارة مسجد السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها الذي يعود بنائه إلى حكم الزيانيين في القرن 13 ، هذا المسجد العتيق في سنة 1933 حول إلى ثكنة عسكرية قبل أن يمنح للكنيسة الكاثوليكية رخصة استغلاله لأداء الطقوس الدينية المسيحية ابان الاستعمار ، حيث استمر على هذا الحال إلى غاية استرجاع الجزائر سيادتها في 1962 ، اختتمت هذه الوقفة التاريخية بزيارة المكان الذي قتل فيه قائد الحملة الإسبانية الكونت ديلكودات الذي حاول غزو منطقة مزغران سنة 1558 ، المكان مجاور ضريح الولي الصالح سيدي بلقاسم بوعسرية .