الشيخُ سي أمحمد بومدين بن بوجمعة من أعيان بلدية مكمن بن عمار بالنعامة، ووجهائها وصاحب الحل والربط فيها، ولد عام 1918 بمكمن بن عمار. طَلَبَ العلم على يدي العديد من شيوخ البلاد، ومن جملتهم الشيخ محمد بلكبير ، فهو يُعَدُّ من قدماء طلابه من الرعيل الأول.رفقة عدد كبير من أبناء قبيلته البكاكرة ومن أبرزهم السي الحاج أمحمد مكي، حفظ القرآن الكريم على يد شيخه سيدي محمد الكبير حينما كان مقيما بالمنطقة ،حيث كان والد سيدي محمد مكي البكاري رحمه الله "مُشَارِط" سيدي الشيخ محمد بلكبير قدس الله روحه لتدريس القرآن الكريم لقبيلة البكاكرة .وهكذا تدرج سيدي امحمد بوجمعة بومدين إلى أن صار إماما، وفقيها، ومُدَرِّسا،لاجيال متعاقبة من أبناء بلدية مكمن بن عمار كما كان مجاهدا في صفوف جيش التحرير.ضمن كتيبة الشهيد مولاي علي . فجمع بين الكفاح وطلب العلم فلا غَرْوَ أن يكون من أعيان البلادِ، ولا عَجَبَ في تصدرهِ وُجَهَاءَهَا..حيث وبعد الاستقلال عمل متطوعا بالمسجد العتيق علي بن أبي طالب لمدة 23 سنة، قبل أن يتم توظيفه بصفة رسمية كإمام للمسجد سنة 1980 وموازاة مع ذالك فكان مدرسا لجموع غفيرة من الأطفال القرية جميعهم ومؤذنا وفقيها وقد جمع بين الزهد والورع والتقوى محبا للخير ، إن شيوخ البلدية وكهولها مازالوا يتذكرون صوته الشجي وابتهالاته التي تجعلك وأنت تستمع إليها تهرع إلى صلاة الفجر في أبيات تزيد عن 30 بيتا، ظل وفيا لوصية شيخه سيدي محمد بلكبير والتي من بين وصاياه لطلابه جميعا هو إنشاء الزوايا والمدارس القرآنية والسهر على تعليم الناشئة القرآن الكريم ويذكر الأستاذ مونسي عبد الله، وهو من تلاميذ الشيخ سيدي أمحمد بوجمعة بومدين أن المدرسة القرآنية في عهده كانت تغص بالقراء ، وأن صوت الشيخ ونبراته وحرصه الشديد على تعليمهم جعلتهم يتسابقون في حفظ القرآن الكريم، وهو ما انعكس بشكل ايجابي على مسارهم التعليمي ، الشيخ سي أمحمد هو رمز المواظبة، وعنوان الانضباط، والمثل الصحيح في إتقان الأعمال وإحكامها، وقد استمر إماما في المسجد العتيق لسنوات طويلة فما أمسك عليه الناس إهمالا يعاتب عليه، بل مازالت ألسنتهم لا تكاد تجد نموذجا هو مثال الانضباط والصرامة.. توفي الشيخ أمحمد بوجمعة يوم الثلاثاء 14سبتمبر 1993 عن عمر ناهز75 سنة، ودفن في مقبرة بن عمار وسط حضور جنائزي مهيب فرحم الله شيخنا سيدي أمحمد بوجمعة بومدين وجعله في أعلى الدرجات.