بدأت ملامح ساحة الورود "أوش" بوسط المدينة تتضح مع اقتراب تسليم مشروع التهيئة وانتهاء أشغال تجديد الأكشاك ال15 بوجه جديد أسقطت معها كل مظاهر الاهتراء والتدهور التي لازمت محيطها على امتداد عدة سنوات .
اكتسبت أخيرا ساحة "أوش" لوحة جمالية مغايرة تليق بالمكان وتستجيب للمعايير المحددة لطبيعة هذا النشاط وتتماشى مع متطلبات سوق الورود التي تفرض شروطا ومعايير خاصة تسوق فيها أنواعا مختلفة لمنتوجات ارتقت إلى أعلى درجة من التميز والتألق .
من يزور المكان يلمس الفارق المسجل بين الصورة المعروفة والمعتادة وبين الوشاح الجميل الذي اختارته الساحة لاستقبال عشاق الورود والتكفل بطلبات الأفراح وحفلات الخطوبة والتخرج والأعياد والمناسبات الدينية والوطنية والقائمة مفتوحة ، أمام المولعين بسحر تدرج الألوان وعطر الزهور، ويقف بالمقابل أمام ساحة مهيأة خطفت لقب واجهة شارع العربي بن مهيدي وتربعت على قلب المدينة بباقة متنوعة يختار فيها الزائر اللون والنوع المفضل لديه يقدمها هدية كعربون محبة في أي مناسبات كانت.
بشكل هندسي موّحد أخذت الأكشاك ال 15 الناشطة بالساحة الطابع الخاص بها، جمعت بين لغة التقدير والاحترام وبين كل الأنواع النابضة للرومانسية والحياة، مقدمة ديكورا مميزا مختلفا عن باقي النقاط التي تروّج لعالم الأزهار ومنفردا في الوقت نفسه عن المواقع الطبيعية المهتمة بالنبات وكل ما هو أخضر.
لقد استطاعت تجارة الورود أن تتبرع على مساحة معتبرة تتوفر فيها كل الضروريات، بعدما تجاوزت نسبة أشغال التجديد 90 بالمائة وقارب الانجاز بلوغ محطة التسليم المقرر تاريخها الأسبوع المقبل ، حسب ما أكدته المؤسسة المشرفة على المشروع التي أصرت على تجاوز كل العقبات لتقديم مشروع بمواصفات عصرية تليق بالمدينة المتوسطية .
هذا التقدم الملحوظ الذي أحرزه المشروع لقي استحسانا كبيرا من قبل الحرفيين الذين اختاروا نشاط بيع الورود منذ 3 عقود ومنهم من ورث حب مزاولة هذا النوع من التجارة أبا عن جد وهو ما أكده الشاب عياد كمال الذي لم يخرج عن المسلك الذي شقه الجد لمواصلة دربه والحفاظ على نفس الحرفة التي استقطبت عائلة بأكملها وجعلت منها مثالا عن السحر والجمال