1.5 مليون نازح فلسطيني يتعرضون لسياسة القتل والتهجير و التجويع في مدينة رفح

1.5  مليون نازح فلسطيني يتعرضون لسياسة القتل والتهجير و التجويع في مدينة رفح
العالم
يعيش نحو 1.5 مليون نازح فلسطيني في مخيمات رفح جنوبي قطاع غزة في ظروف بالغة الصعوبة, في ظل انعدام الغذاء و الدواء جراء الحصار المفروض على القطاع وسياسة القتل و التهجير والتجويع التي ينتهجها الاحتلال ضد الفلسطينيين, حسبما وقف عليه اليوم الجمعة خبراء و عارفون بالشأن الفلسطيني.وقال الكاتب والمحلل السياسي ماجد إبراهيم في تصريحات لوسائل الاعلام أن "سلاح التجويع يستخدم في الحروب للضغط على الجيوش بهدف دفعها للاستسلام, أما ما يجري في غزة فهو الضغط على الشعب وتجويعه ضمن سياسة الاحتلال الثلاثية في القتل والتهجير والتجويع التي لم يسبق لها مثيل في العالم بما في ذلك الحروب العالمية". وأضاف إبراهيم بأن الاحتلال يتذرع بأن جزء من هذه المساعدات يذهب للمقاومة الفلسطينية "حماس" و "هي محاولات دنيئة للضغط على المقاومة ومحاولة إفقادها الحاضنة الشعبية". و اردف قائلا : "هذا يؤكد أن الاحتلال الصهيوني يشن عدوانا على الشعب الفلسطيني وليس على +حماس+ فقط". أما على صعيد موقف مؤسسات الأمم المتحدة, فقال ماجد إبراهيم بأن موقف هذه المؤسسات مهم وضروري في حالة الحرب, "لكنها إما في حالة تواطؤ أو ضعف أو عجز, فما حصل من تعليق برنامج الأغذية العالمي لتوزيع الغذاء في شمال قطاع غزة غير مبرر, ويعرض نحو 700 ألف فلسطيني لمجاعة حقيقية". من جهته, قال أستاذ القانون الدولي في الجامعة العربية الأمريكية رائد أبو بدوية, بأن مبادئ القانون الدولي تميز بين المدنيين والأعيان المدنية وبين الأهداف العسكرية, ومن ثم فإنه يمنع حصار المدنيين, وإن كان الهدف تعمد تعريضهم للجوع فيعد جريمة وفق توصيف القانون الدولي. كما أشار إلى أن ميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية اعتبر أن التجويع المتعمد للمدنيين جريمة حرب وفق القانون الدولي الإنساني. و في ذات السياق, قالت الخبيرة في مجموعة الأزمات الدولية, لهيب هيجل, إن "نحو 1.5 مليون نسمة من سكان قطاع غزة نازحون إلى محافظة رفح المكتظة بالسكان بوصفها بوابة رئيسية لاستقبال المساعدات الإنسانية, ويشعر السكان هناك بأن لديهم وصولا أفضل إلى الطعام والماء مقارنة بأجزاء أخرى من القطاع, لكن المواد الغذائية لم يتحسن وضعها منذ بداية الحرب على القطاع".وأضافت هيجل أن "متوسط عدد الشاحنات التي تدخل غزة يوميا ما زال يتراوح بين 100 و200 شاحنة, بعدما كانت 500 شاحنة مساعدات تدخل القطاع قبل العدوان الغاشم". و اردفت ان هذا كان في الوقت الذي لم يكن القطاع في أمس الحاجة لهذه المواد كما هو الان في ظل المليون و خمس مئة نازح ,حيث "أصبح عدد قليل جدا من العائلات يمكنه الحصول على أكثر من وجبة واحدة يوميا في ظل ظروف صحية سيئة تهدد بانتشار الأمراض". وأشارت المتحدثة إلى أن "الجهات الرئيسية المسؤولة عن توزيع الطعام -بما في ذلك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وبالتعاون مع المؤسسات الدولية ووكالات الأمم المتحدة الأخرى مثل برنامج الأغذية العالمي- تواجه تحديات متزايدة في توزيع المساعدات بسبب نقص الإمدادات التي يحتاجها السكان من طعام وشراب وأدوية".و مع وجود تهديد صهيوني بعملية عسكرية مرتقبة في رفح, قالت الخبيرة "ان الاوضاع يمكن ان تتدهور أكثر مما هي عليه الان".و استرسلت انه لا توجد اماكن آمنة ينتقل اليها النازحون حاليا, و لا يمكن التخفيف من صعوبة الوضع سوى هدنة إنسانية ممتدة مع وقف طويل الأمد لإطلاق النار.و يواصل جيش الاحتلال ارتكاب المزيد من المجازر في حق الابرياء من الفلسطينيين, عبر شن الغارات الجوية و القصف المدفعي والأحزمة النارية واقتراف جرائم في مناطق التوغل, في ظل وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90 % من الأهالي إلى جنوبي القطاع. وخلف العدوان الغاشم على غزة, خلال الساعات الماضية, عشرات الشهداء والجرحى وارتكب الاحتلال مجزرة راح ضحيتها 40 شهيدا وأكثر من 100 جريح سقطوا جراء غارات استهدفت 4 منازل في دير البلح, وسط القطاع.

يرجى كتابة : تعليقك