انطلقت بدار الثقافة ولد عبد الرحمان كاكي بمستغانم المسابقة الوطنية الأولى للصورة الفوتوغرافية بمشاركة أكثر من 50 مصورا ، هذه المسابقة التي تشرف عليها وزارة الثقافة والفنون ، دار الثقافة ولد عبد الرحمان كاكي وجمعية أمل افتتحت فعاليتها في بهو دار الثقافة ولد عبدالرحمان كاكي بمعرض خاص للصور الفوتوغرافية وكذا أدوات التصوير التي يعود البعض منها إلى مطلع القرن 20 ، المنظمون لهذه التظاهرة الثقافية والفنية سطروا برنامج ثري يجمع بين الأشرطة الوثائقية حول الصورة والمصورين الجزائريين والعالميين ، الورشات التكوينية ومسابقة هذه الدورة التي تعد الأولى من نوعها ، فبخصوص الأشرطة الوثائقية للمصورين الفوتوغرافيين ، عرض المنظمون شريط خاص إلا بالمصورين الفوتوغرافيين الجزائريين الذين نشطوا خلال عقود من الزمان على غرار طاهر حناش الذي يعد الأب الروحي للصورة الفوتوغرافية في الجزائر ، طاهر حناش المولود في 1898 بمدينة قسنطينة لم يلتحق يوما بالمدرسة ، احتك منذ صغره بقاعة السينماء "لو لوناز / le lunez " ، في ريعان شبابه " 18 سنة " انتقل إلى فرنسا أين تعلم فن التصوير والتمثيل ، مثل في أفلام كبيرة إلى جانب "جون غابات ، ريمو ، فرنادال." أفلام تصنف اليوم ضمن الأفلام العالمية ، خلال مشواره الفني شارك وأنجز 120 فيلم خيالي ، كما رسم عشرات اللوحات الفنية السينمائية ، توفى طاهر حناش سنة 1972 بمستشفى المدية ، لم تنجب الجزائر إلا محمد حناش وإنما ظهرت مع مر الوقت شخصيات نجحت في وضع بصمتها في الصورة كمحمد قواسي ذاك المصور المتطوع الذي تمكن من أخذ مئات الصور للمجاهدين في الجبال وكذا اللاجئين خلال الثورة التحريرية ، كما خلد عبر صوره بعض الشخصيات الكبرى التي عرفها العالم خلال القرن الماضي أمثال باتريس لومومبا ، شي غيفارا ، الرئيس هواري بومدين . حسين زعرور الذي يعد هو الآخر من أكبر المصورين في الجزائر بدليل نال جائزة عالمية حول الصورة الفوتوغرافية ، خطاب حجبة و علي ماروك الذين اهتم بتصوير الحياة اليومية في المداشر والقرى الجزائرية . هؤلاء المصورون الجزائريون اليوم مجهولين وغير معروفين في بلادهم لذا قال المخرج السينمائي الوثائقي مصطفى عبدالرحمان "إننا نعيش اليوم مأساة حقيقية بسبب النسيان" ، حيث ارتكز على مقولة "شعب بدون ذاكرة هو شعب بدون مستقبل" . بعد هذا الشريط عرض شريط ثان بعنوان "ملح الأرض" للمصور البرازيلي العالمي سيباستياو سالغادو الذي زار أكثر من 45 دولة عبر العالم ، نقل على إثرها مئات الآلاف من الصور تحاكي معاناة الشعوب التي مستها الحروب مثل "يوغسلافيا" ، "رواندا" ، "الكونغو" ، "فلسطين" و"السودان" والمجاعات بكل من "منطقة الساحل" ، "تنزانيا" ، "اثيوبيا" إلى جانب صور تسرد الحياة اليومية ل"عبيد منجم الذهب" بمقاطعة سيرا بيلادا بالبرازيل . هذه الأيام المخصصة للصورة الفوتوغرافية ستتواصل إلى غاية يوم الجمعة 1 مارس 2024 ، حيث سيتكفل أساتذة مختصين في علم التصوير بإدارة ورشتين فنيتين ، الأولى سيشرف عليها الأستاذ شلح عبد العزيز وخصصت لتلقين المشاركين كيفية إدارة وأخذ صورة فوتوغرافية والثانية ينشطها الأستاذ مصطفى بن تامي حول "الإنفوغرافيك" ، بعدها ينتقل المشاركون إلى برج الترك بأعالي مدينة مستغانم أين ينجزون أعمال فوتوغرافية تعرض على لجنة التحكيم المشكلة من حمداني منصوري مدير تصوير بمحطة وهران الجهوية و خديم صالح أستاذ مختص في الأنفوغرافيا بجامعة مستغانم ، التظاهرة هذه سيسدل ستارها يوم الجمعة 1 مارس بتكريم كل من سيد أحمد زرهوني ، ولهاصي محمد و مصطفى عبد الرحمان نظير مشوارهم الفني وأعمالهم الخاصة بالصورة الفوتوغرافية والأشرطة الوثائقية التي أنجزت على مدار أكثر من 50 سنة .