قراءة في كتاب بكلية العلوم الاجتماعية .... بومدين بوزيد يُشّرح "خِطاب الكراهيّة" ويدعو إلى "مواطنة تعايش"

قراءة في كتاب بكلية العلوم الاجتماعية .... بومدين بوزيد يُشّرح "خِطاب الكراهيّة" ويدعو إلى "مواطنة تعايش"
مجتمع
سيكون كتاب الدكتور بومدين بوزيد متوفراً في الصالون الدولي للكتاب، عنوانه: "مواطنة التعايش ومجابهة خطاب الكراهية"، الصادر عن دار ابن النديم (الجزائر) بالاشتراك مع الدار اللبنانية (الروافد الثقافية)، هذا ما صرح به الدكتور بوزيد على هامش النشاط الذي نظمته وحدة البحث علوم الانسان للدراسات الفلسفية، الاجتماعية والانسانية الموسوم تحت عنوان " قراءة في كتاب" الذي احتضنته بحر هذا الأسبوع المكتبة المركزية ب كلية العلوم الاجتماعية جامعة وهران2 -محمد بن احمد . يحاوِل هذا الكتاب بالتّحليل والتّفكيك قراءة خِطاب الكراهيّة مقدماً نقيضه الجوهري الطبيعي "العيْش معاً"، متسائلاً منهجيّاً ورؤيةً عن أصُول "خِطاب الكراهيّة" كعاطفة فرديّة وجماعيّة؟ كيف يتشكّل في الثقافات والحضارات وما هي أعراضه؟ وكيف يتصاعد إلى أن يصير مُدمّرا للسّلم والأمن العالميين؟ مبرزاً العلاقة مع الإعلام الجديد والانفجار التكنولوجي في أجهزة التّواصل الاجتماعي، ويرتبط بهذه الإشكالية: كيف تكون المواجهة تأصيلاً بخطاب ديني سِلمي-تعايشي يضمن حقوق الشعوب وحرياتهم، وإعلام قيْمي وبقوانين وإجراءات رسميّة من الحكومات؟ ومن أهم الأفكار الوادرة فيه: - خطاب الكراهيّة يحضر في الخطاب لغة أو إشارة أو حركة، ولكن اللّغة هي التّعبير الأكثر فضاء له وينتشر عبر "الإعلام" وبالخصوص يتزايد مع الصّراعات الدّوليّة وغياب الحريات في بعض البلدان فيكون الاحتقان، أو يحتمي بعضهم بالتّاريخ والعِرق والدّين كأسلوب معارضة أو محاولة للانتصار على الخصم أو الوصول إلى الحكم (مثال الحرب الأوكرانية-الرّوسيّة التي حضرت فيها الذّاكرة والقِيم والكيان الإسرائيلي الذي يوظف التّاريخ الأسطوري لليهودية). - انتشار الإعلام الاجتماعي دون سُلطة ضَبط والتزام أخلاقي وقوانين تنظِّم ذلك وقد كان فضاءً لانتشار الكراهيّة، وتلازم ذلك مع صِراع قُوى من أجل تنويع جديد في أشكال الهيمنة والسيادة، ومع متحوّرات فكرة "صِدام الحضارة" الذي ألمح إليها برنارد لويس وتخطّفها صموئيل هانتينغتون، خصوصاً بعد تفجير البرجين بما نهاتن 11 سبتمبر. - نحاول أن نَصِل بمنهجية مقارنة أيضاً إلى تفضيل المقاربة الوقائيّة للكراهيّة بدل المقاربة الرّدعية العِقابيّة، وهو ما وضعته هدفاً بعض القوانين والخطط. الكتاب مقسّم إلى ثلاثة أبواب، لكلّ باب ثلاثة فصُول، الباب الأول: الإعلام والتّواصُل الحضاري، وناقش فيه المضامين الحضارية لوسائل الإعلام والخطاب الدّيني الإسلامي، وزواج بين دراسة المفاهيم وتتبع سياقاتها التّاريخية وتطورها، مبرزاً القرآن الكريم كتبليغ، ودعوة إعلامية شاملة لما يتميّز به من قوّة العبارة وهداية في مجال التعايش والأخوة وذمّ البغضاء والكراهية. في الباب الثاني تناول خِطاب الكراهيّة وصورها المريضة في اللغة والثقافات، فكان الاستقصاء في المخيال اللغوي والدّيني والثّقافي، ثم تابع ذلك في الثقافة الإسلامية من خلال "النّص الفقهي الأخلاقي" بالخصوص، كما تناول المفهوم وآليات تفكيك "خطاب الكَراهيّة" في الفكر الغربي والمواثيق الدّوليّة، وكيف نستثمر الثّقافة والدّين في مواجَهته؟ في الباب الثالث والأخير انتقل من تحليل الخطاب وتفكيكه إلى البحث عن آليّات الحدّ من الكراهيّة وتحقيق العيش معاً، فكان الوقاية منه بداية في مجالي التّربية والتّعليم ثم الإعلام، بالموازاة مع ذلك ضروري وضع آليّات الوِقايَة والقوانين من الانتصار على الكراهية وتحيقي "العَيش معاً".

يرجى كتابة : تعليقك