افتتحت, بعد عصر اليوم الاربعاء, بالجزائر العاصمة, اشغال الملتقى الوطني الموسوم ب"الذاكرة واشكالية كتابة التاريخ الوطني", المنظم من طرف وزارة المجاهدين وذوي الحقوق بالتعاون مع مخابر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المختصة بالتاريخ الوطني.
وأبرز وزير المجاهدين وذوي الحقوق, العيد ربيقة, في كلمة له "الأهمية الخاصة" التي يكتسيها هذا الملتقى وأبعاده الاستراتيجية من خلال ما سيطرحه أهل الاختصاص من أفكار, وما ستحتويه ورشاته من مناظرات ومناقشات, "تميط اللثام --كما قال-- عن العديد من الآليات العلمية الأكاديمية بعيدا عن محاولات تسطيح القضايا المتعلقة بالتاريخ والذاكرة", ووضع مناهج دقيقة لترقية الخطاب التاريخي بما يتوافق مع العمق التاريخي والأهداف المحددة".
ويعزز هذا الملتقى --حسب المنظمين-- توجهات الجزائر الجديدة نحو كتابة التاريخ الوطني وتدريسه ضمن مشروع التنمية الوطنية الهادف للحفاظ على تماسك الامة ووحدتها ويضمن صيانة هويتها.
ويتدارس المشاركون في هذا اللقاء الذي يدوم يومين, مدى مساهمة الدراسات التاريخية الجزائرية في بناء وترسيخ الوعي الوطني والدور الذي يمكن أن تلعبه المدرسة التاريخية الجزائرية في مرافقة التحولات الحاصلة والتوجهات العامة في مجالي التاريخ والذاكرة الوطنية.
وتندرج الاشكالية العامة للملتقى في كون أن التاريخ الوطني وبعد مرور ما يقارب ستة عقود على استعادة الجزائر لسيادتها الوطنية "ما يزال لم يحض بالدراسة الأكاديمية العلمية اللائقة, وذلك اعتمادا على المصادر الأساسية وعلى نقد الكتابات الأجنبية والاستفادة من مناهج العلوم الحديثة"
ويهدف الملتقى إلى بناء إطار عام لتطور الدراسات التاريخية الجزائرية ومعرفة بنية المدرسة التاريخية الوطنية ودور المؤرخ في صناعة القناعات والتوجهات الوطنية، إضافة الى ابراز مكانة التاريخ الوطني في المنظومة التربوية الجزائرية.
حضر مراسم الافتتاح الرسمي لهذا الملتقى, وزيرا التعليم العالي والبحث العلمي, كمال بداري، والشؤون الدينية والاوقاف, يوسف بلمهدي، و المستشار لدى رئيس الجمهورية, المكلف بالتربية والتعليم العالي والتكوين المهني والثقافة, السيد محمد الصغير سعداوي والمستشار لدى رئيس الجمهورية المكلف بالشؤون السياسية والعلاقات مع الشباب والمجتمع المدني والاحزاب السياسية, السيد محمد شفيق مصباح، وممثلي عدة هيئات، الى جانب ومجاهدات ومجاهدين واساتذة مختصين في التاريخ وطلبة جامعيين.