في إطار الأنشطة الثقافية والفنية التي تنظمها دار الثقافة محمد اسياخم بغليزان، شهدت دار الثقافة محمد اسياخم بغليزان عرضا مسرحيا من نوع المونودراما بعنوان "مريم" من أداء الممثلة فلاح فلة ونص وإخراج الكاتب الفلسطيني مصطفى النبيه. المسرحية التي استمر عرضها لمدة 40 دقيقة، تتناول قضايا الاضطهاد والتمييز التي تتعرض لها المرأة في المجتمعات العربية والإسلامية، من خلال قصة مريم، الفتاة التي تحلم بالحرية والحب والحياة، لكنها تواجه العنف والقهر والموت، المسرحية تعتمد على أسلوب المونودراما، حيث تقوم الممثلة فلة بأداء دور مريم ودور الراوية ودور الجمهور في آن واحد، مستخدمة الحركة والصوت والإضاءة والموسيقى لإيصال رسالتها، المسرحية انقسمت إلى فصول عديدة ، يتخللها رقصات وأغاني تعبر عن مشاعر وأحلام مريم، وصورت فصلا عن مرحلة الحمل والولادة والطفولة والمراهقة لمريم، وكيف تتعرض للإهمال والإهانة والتهميش من قبل أهلها ومجتمعها بسبب كونها أنثى، ثم فصلا يصور مرحلة الشباب والعشق والزواج لمريم، وكيف تتحدى القيود والتقاليد وتختار شريك حياتها بنفسها، لكنها تواجه الغدر والخيانة والقتل من قبل أهلها ومجتمعها بسبب كونها مخالفة للعرف والشرع، ثم فصل اخير يصور مرحلة الاستشهاد والتضحية والبقاء لمريم، وكيف ترفض الاستسلام والخضوع وتنادي بالعدل والحق والحياة، لكنها تواجه الصمت والتجاهل والنسيان من قبل أهلها ومجتمعها بسبب كونها ضحية للظلم والجهل والتخلف، المسرحية تتميز بالجرأة والإبداع في طرحها للمواضيع الحساسة والمثيرة للجدل، وتحاول إثارة الوعي والنقاش والتفكير لدى المشاهدين، المسرحية تستخدم الرمزية والمجاز في تمثيل مريم ، التي تعتبر رمزا للمرأة المنكسرة والمقهورة والمظلومة في التاريخ والدين والثقافة، كما تستخدم المقارنة والتناقض في تمثيل مريم بالوطن، الذي يعاني من الاحتلال والاستعمار والتبعية والتخلف، المونودراما لاقت استحسانا وإعجابا كبيرين من قبل الجمهور الحاضر، الذي تفاعل مع العرض بالتصفيق والتشجيع والتعاطف والتأثر،المسرحية تعد واحدة من الأعمال المسرحيةالمبتكرة التي تنتجها دار الثقافة محمد اسياخم بغليزان، والتي تسعى إلى تقديم مسرح حديث وملتزم ومؤثر ومؤسس.