أجواء غير عادية تُزاحم يوميات المتسوّق ساعات قليلة قبيل حلول الشهر الفضيل وتُقحمه في دوامة الازدحام وضغط المحلات والمساحات التجارية الكبرى ، وتحضيرات مكثفة تتخلّل جميع المعاملات التجارية المفتوحة على مدار الخط و بدون انقطاع لتفرز مظاهرا غير معهودة وسلوكات غير حضرية تشحن وتغذي كل الاختلالات التي تقف عائقا حقيقيا أمام حركة السير . لم يفارق الاختناق المروري الطرقات السريعة والشوارع الرئيسية اليوم الأحد ولم تتراجع وتيرة الإقبال على الهياكل الخدماتية بنشاطاتها المختلفة صانعة لنفسها طابعا مخالفا في اليوم الأخير من شهر شعبان لا يخرج عن الزحمة والطوابير الطويلة أمام مداخلها على مستوى الأحياء والمجمعات السكنية. تقاسمت مكاتب البريد و المساحات التجارية والأسواق اليومية والمؤسسات المصرفية و الموزعات الآلية نفس الأجواء ، واشتركت في معادلة شلّل الطرقات واكتظاظ نقاط البيع بأنواعها وممارساتها المتباينة مع تزايد عدد المتسوقين ، و تهافت أرباب العائلات على المنتوجات والسلع الاستهلاكية لاستقبال الضيف الكريم في ظروف خاصة وحول مائدة لا تخلو من المستلزمات الرمضانية.لا محلات بيع الأواني سلمت من الاكتظاظ ، ولا نقاط عرض الاكسسورات والديكورات نجت من التدفق الكبير للمتسوقين لاقتناء ما يلزمهم من مستلزمات الزينة ، ولا المساحات التجارية حافظت على هدوئها المعهود أمام الموجات المتسلسلة للعائلات التي غيّرت وجهتها نحو هذه المواقع ، ما انعكس سلبا على حركة المرور التي عانت الويلات عشية رمضان .فالطريق المحيطي الرابع الرابط بين كنستال والحاسي فقد توازنه وتحول إلى شريط لا متناهي من الأرقام التسلسلية للسيارات النفعية المتوجهة إلى المساحات الكبرى والأسواق اليومية ، أما وسط المدينة فقد انفجرت شوارعه المؤدية إلى سوق المدينة الجديدة ومحلات نهج معطى محمد الحبيب طيلة اليوم ، حتى لا تبتعد العائلات الوهرانية عن مظاهر التقليد التي تصب في فرحة رمضان وإن اختلفت وتباينت بين الايجابي والسلبي .
