لا تزال قضية الحكم الغامبي باكاري غاساما تصنع الحدث في الوسط الكروي الأفريقي والإعلامي الدولي، بما أنه يعتبر محور الشكوى التي رفعها الإتحاد الجزائري لكرة القدم ضده لدى "الفيفا" بداعي تسببه بطريقة مباشرة في إقصاء المنتخب الوطني من تصفيات كأس العالم 2022 أمام الكاميرون في إياب الدور التصفوي الأخير، بعد الأخطاء الفادحة التي ارتكبها، سواء بشكل مقصود أو غير مقصود، والتي حددت النتيجة النهائية للمباراة (1-2)، حيث كان الناخب الوطني جمال بلماضي قد عاد إلى هذا الموضوع في آخر ظهور له عبر موقع "الفاف" قبل أسبوع من الآن، وهو ما جعل الإتحاد الغامبي لكرة القدم يدخل على الخط ويصدر بيانا يندد فيه بتصريحات بلماضي ويطالب "الفاف" بإصدار بيان تبرأ فيه نفسها من هذه التصريحات، متناسيا أن للإتحاد الجزائري لكرة القدم ومدرب "الخضر" كل الحق في الدفاع عن حقوقه التي يراها مهضومة. وقد ظهر جليا من خلال بيان الإتحاد الغامبي وقبله بيان الإتحاد الكاميروني، أن تصريحات بلماضي أخرجت عن سياقها وفهمت بطريقة خاطئة ولكن بعض المتتبعين والمختصين يرون بأن الكاميرون وحتى غامبيا تحاولان تحويل تركيز القضية إلى تصريحات بلماضي للتغطية على رائحة الفساد التي بدأت تنتشر حول هذا "المسلسل"، خاصة وأن الجميع متفق على أن شكوى الجزائر تبقى مؤسسة ومشروعة وهو ما يهدد من يوم لآخر مصير الكاميرون والحكم الغامبي، خاصة وأن "الفيفا" أخذت وقتا طويلا للرد على تظلم "الفاف" والذي لم يصدر إلى حد كتابة هذه الأسطر، ما قد يوحي بوجود مستجدات ودلائل محتملة حول تورط الحكم غاساما بشكل مقصود في تأهل الكاميرون على حساب الجزائر. وبتحفظ كبير نظرا للكثير من الإشاعات التي تروج لها بعض الصفحات، فقد أشارت مصادر خلال الساعات الماضية أن الحكم الغامبي غاساما وخلال سفريته من غامبيا إلى الجزائر، أخذ رحلات لم تكن مبرمجة في مهمته الرسمية، حيث أجرى توقفا بالمغرب في حين لا توجد أي رحلات جوية بين الجزائر والمغرب، وهو ما جعل الشكوك تزداد حول إمكانية تورطه في عملية مشبوهة مقابل تسهيل المهمة للكاميرونيين. وفي آخر بيان لها، أكدت "الفاف" أن رئيس الإتحاد الجزائري لكرة القدم شرف الدين عمارة اتصل بنظيره الغامبي لمين كابا باجو من أجل تهدئة الوضع. وقال بيان "الفاف" أن الطرفين تبادلا وجهات النظر وتم التشديد من الجانب الجزائري أن له كل الحق في رفع تظلم ضد التحكيم الذي أثر على مباراة مهمة كتصفيات المونديال.