في أجواء روحانية خاصة لم يتأخر الأطفال والمراهقون عن الاستجابة للنداء وأداء صلاة التراويح منذ الإعلان عن ثبوت رؤية هلال رمضان ،ولم يتوانوا في صنع مظاهر التربية الروحانية التي تساهم في تقديم نشئ صالح لا يتأثر ولا يستجيب للتغيرات الهدامة. مباشرة بعد دخول أول ليلة لهلال رمضان و بتأكيد لجنة الأهلة بدأت أفواج المصلين تتهافت على بيوت الله بأعداد كبيرة يُّوشحها براعم صغار اختاروا أن يكونوا ضمن الصفوف الأولى رفقة أبائهم وجيرانهم وأقاربهم .ففي أول يوم من صلاة التراويح تزيّنت المساجد بأنامل بيضاء لبست وتعطّرت واستعدّت للعبادة واختارت طريقها الصحيح نحو الخشوع، صانعة أجمل أجواء إيمانية تصب في التربية الروحانية تفنن فيها أطفال وقصر همهم الوحيد الاحتفاء الأمثل والأنسب بالمناسبة الدينية المزينة بنفحات الإيمان والمشاركة قدر المستطاع في طرق أبواب الرحمة في شهر الرحمة.
سنة بعد أخرى وموسم تِلو الآخر أخذت ظاهرة مرافقة الأطفال لآبائهم تتوسّع بشكل لافت منذ اليوم الأول من رمضان يتنافسون ويرصّون الصفوف لكسب أعلى درجات التقوى وكلهم إصرارا على عدم تفويت فرصة أداء صلاة التراويح ، وكسب رضا الله في هذا السن بالذات والظفر بثمرة من ثمار الله وبلوغ جناح الطاعات والخصال الحميدة. هم أطفال وقصر لا يعرف التهاون طريقهم، ولا يجد مجالا أو منفذا للتسلّل إليهم، فقد شدّوا أحزمتهم نحو مساجد الحي وأثبتوا للجميع أنّ لهم القدرة والهمّة لمشاركة الكبار في طاعة الله والتسابق في أداء الصلاة بطريقة صحيحة سليمة والإبداع في تلاوة كتاب الله بمشاعر وأحاسيس الفرح والهدوء فأكدوا وأعلنوا للمجتمع الجزائري أنهم بدرة خير لا تتراجع لا تنحرف ولا تظل مسارها مادامت قد ارتوت من كتاب الله وتحصنت بسنة نبينا واحتمت بضوابط الشريعة الإسلامية.
