بين "البريستيج" والصناعة الحرفية وبين الإبداع و الوصفات الأصلية للخبز العادي ظهرت أنواع مختلفة من الرغيف في السنوات الخمس الأخيرة وتصدرت قائمة مشتريات المستهلك وفتحت لنفسها طريقا نحو التميز والمهارة الحرفية ونافست الأصناف التقليدية المعروضة بالأسواق اليومية وألغت إلى حد كبير الطريقة التقليدية لصنع الخبز .
أسماء وأنواع لا تقاوم خرجت من زاوية "الاحتياط" نحو الرفوف الأولى للمخابز، وعبّدت مسلكها السهل والمختصر نحو معدة المستهلك ، وأحرزت في ظرف زمني قصير مرتبة الصدارة كلما حلّ شهر رمضان الكريم وملكت قلوب العائلات الوهرانية في المواسم والمناسبات .
لم تعد المخابز تلك النقاط التي تتقيّد بإعداد الرغيف العادي ، أو الرغيف المحسّن ، ولم يعد نشاطها مقتصرا على "باقيط" المزيّن بالسانوج والسميد ، بل اقتحمت مجالا أوسع بكثير من الأول عمدا لتستهوي المستهلك وتُسيل لُعابه ، وتجعله مدمنا على اقتناء الأشكال المتنوعة والأصناف المتعددة من الخبز المعروضة عليه ، وبدون أي تردد.
بوصفات جديدة جمعت بين التقليدي والعصري وبنكهات لا تقاوم راحت المخابز تقدم أكثر من 10 أنواع من الخبز ، كل واحد يختلف عن الثاني ، وكل شكل يتميز عن الأخر لدرجة أن الصائم في هذه الفترة بالذات علّق شراء الرغيف العادي إلى إشعار لاحق أمام الإغراءات الكثيرة التي يتنافس من أجلها هؤلاء الحرفيين في موسم 2024.
قد يقف المستهلك أمام القائمة الطويلة والأنامل السحرية التي تتفنّن في صنع الرغيف عاجزا عن الاختيار ، وقد يذهب إلى حد اقتناء أكثر من نوع لتزيين المائدة الرمضانية ،وقد يُدرج ضمن خانة المبذرين في لحظة قصيرة لم يتحكم في إحساسه بالانجذاب نحو الرائحة الشهية لهذا النوع من المعجنات .
من "الباقيط "المزين بالشوفان ومزيج الحبوب ، إلى الخبز الفرنسي التقليدي ورغيف الدرسة والهريسة و خبز الزيتون والزيت الزيتون والوحدة المصنوعة بالجبن والبطاطا ، دون أن ننسى خبز رمضان والقمح الكامل والشعير والأصناف التركية والسورية ورغيف الدار الذي ترك له "الشاف" مساحة معتبرة حتى لا يتوه وسط مستجدات فن الطبخ ، أو يغيب عن رفوف المحلات .
التغيير نحو الإبداع والابتكار صنع طوابير طويلة أمام المخابز مع اقتراب موعد الإفطار ، ممن يفضلون اقتناء رغيف صحي غني بالألياف بخلطات خاصة تفتح شغف الشراء على الزبون بأسعار متفاوتة من 50 إلى 150 دينار للوحدة حتى يحافظ سيد المائدة على مكانته دائما.