العلامة الشيخ "محمد الدباغي" ... منارة للعلم، رمز للوطنية والاعتدال

العلامة الشيخ "محمد الدباغي" ... منارة للعلم، رمز للوطنية والاعتدال
رمضانيات
لا يمكننا أن نتحدث عن مدينة أدرار، قلعة المساجد والزوايا الدينية، منارة علمية للباحثين في علم الفقه الإسلامي والمراجع الدينية المعتدلة ووجهة السياح الذين يفضلون السياحة الدينية دون ذكر زاوية الدباغ، هذه الزاوية التابعة لدائرة تينركوك التي تقع على بعد ما يفوق الـ 200 كلم عن قلب ولاية أدرار والتي كانت تابعة لها قبل التقسيم الإداري الذي أقره رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون والذي أصبحت بموجبه مدينة تيميمون ولاية مستقلة بذاتها عن الولاية الأم (أدرار). يعود تاريخ تشييد زاوية الدباغ إلى سنين خلت وبقي الذكر الحسن بفضل مشايخها والعلماء الذين تداولوا على تسييرها وخدمتها بمساعدة سكانها طبعا، ولازال من توارثوها على درب ضيافة عابري السبيل وإبلاغ الرسالة المحمدية يواصلون المشوار إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ... وفي هذا السياق وجب علينا ذكر أحد رجالاتها الا وهو العلاّمة الحاج محمد الدباغي الأدراري الجزائري شيخ المدرسة القرآنية بزاوية الدباغ بتينركوك بأدرار كما سبق وذكرنا ،من مواليد 1934م بمنطقة الدباغ بولاية أدرار، التحق بمدرسة الشيخ محمد بن لكبير سنة 1951م وهو من أوائل من التحق وتخرج من زاوية الشيخ عليه رحمة الله تعالى، تلقى الشيخ الدباغي رحمه الله تعليمه على يد العلامة الشيخ سيدي محمد بن لكبير منذ نعومة أظافره وبقي تحت قبته لأزيد من 12 سنة من سنة 1951 إلى غاية 1963 ، هذه السنة شهد فيها ترسيم الشيخ محمد بن لكبير إماما للجامع الكبير وسط مدينة توات من قبل مديرية الشؤون الدينية والأوقاف كما عين الشيخ الدباغي عونا دينيا و مؤذنا حتى أنه كان يخلف الشيخ بن لكبير رحمه الله في تدريس طلبته ، وفي السنة الموالية تقدم الشيخ سيدي محمد بن لكبير رفقة الدباغي رحمهما الله الى مدينة تينركوك ليستقصي حالة المدينة والسكان حتى يعطي لتلميذه وقتها الشيخ محمد الدباغي الموافقة لفتح مدرسة قرآنية هناك وبعدما شاور العلامة بن لكبير سكان مدينة تينركوك وحضي بموافقتهم أعطى لطالبه الضوء الأخضر ليفتح المدرسة القرآنية التي كانت في الأول مخصصة لأصحاب المنطقة فقط لأنها لم تكن تتوفر على مرافق الإقامة، هذا كان سنة 1964 .. وفتح المدرسة القرآنية ببلدته وأمّ الناس في الصلوات الخمس والجمعة، إصلاح ذات البين والقيام على أمور الضعفاء والفقراء والمحتاجين في جميع نواحي الحياة. إلى غاية وفاته. وبعد مرور السنين وبالتحديد سنة 1983 أسس الشيخ محمد الدباغي مدرسة داخلية تتكفل بإيواء وإطعام الطلبة قاصدي التعليم وكذا عابري السبيل واليوم مازال أبناء الشيخ محمد الدباغي حريصون على إتمام هذه المهمة التي ورثوها على والدهم رحمه الله ". تخرج على يديه عدد كبير من أئمة وفقهاء المنطقة على رأسهم أبناؤه الشيخ عبد الرحمن والشيخ عبد العزيز اللذان يشرفان منذ وفاته ليومنا على أمور المدرسة القرآنية وزاوية الدباغ بتينركوك، أما نجله الشيخ الفقيه عبد الكريم الدباغي عضو المجلس الإسلامي الأعلى سابقا فبعد أن أتم تعليمه على يد والده ومعلم والده العلامة بن لكبير هذا الأخير الذي طلب منه أن يقوم بفتح مدرسة قرآنية برقان سنة 1988م ولا تزال تشع بالعلم ليومنا هذا توفي صباح اليوم السبت 24 جمادي الأولى 1439 للهجرة الموافق لـ: 10 فيفري 2018 م عن عمر84سنة …. قضاها في نشر العلم والخير...

يرجى كتابة : تعليقك