المعروف والمتداول عن يوميات الصائم الوهراني التنقيب المتواصل عن الوصفات الجديدة والأطباق والحلويات التي تزين قعدته في هذا الشهر الفضيل، وتجعل منها مائدة إفطار خاصة لا تقتصر على الاساسيات و الوجبات التقليدية فقط كل موسم جديد يختلف عن سابقه وينفرد بالاسثتناء والتميز ويكتسب "توندوس" السنة بطبعة حديثة تجمع بين الأصلي والتقليدي وتسيل اللعاب الصائم وتجعله لا يصمد طويلا أمام مذاقها الساحر.وقنبلة الموسم هذه المرة الأجبان التقليدية والألبان ومشتقاتها الطبيعية التي اكتسحت مائدة رمضان وسلكت مسلك الصدارة مثلها مثل التمر والحريرة. وأخذت لنفسها مكانا في الصفوف الأولى في ظرف زمني قصير مع التنوع الكبير الذي تفرضه هذه الأيام السوق المحلية. نقلة خاصة من الصناعة الغذائية لمنتوج بلادي والمواد الاستهلاكية المستوردة، إلى الإنتاج الطبيعي الخال من الإضافات والمنكهات والملونات غير الصحية غيرت من وجهة المستهلك وجعلته يعرج نحو "البيو" الصحي في شهر الصيام الذي يتطلب ضوابط وشروط خاصة لتعزيز مناعة الجهاز الهضمي .
يأتي هذا في ظل تنوع وجودة المنتوج الطبيعي المصنع بالطريقة التقليدية المعمول بها لأكبر الورشات العالمية المشهورة بتحضير الجبن ومشتقات الحليب وهذا على يد حرفيين محليين استفادوا من دورات تكوينية في هذا التخصص تمخض عنها عرض أطعمة صحية مختلفة مادتها الأولية حليب البقر والمعز معلبة بطريقة عصرية لا تخرج عن معايير ومقاييس الحفظ الصحي والاستهلاك العقلاني. وبشكل متطور استطاع هؤلاء الحرفيون كسب رهان تسويق منتوج محلي محض ، ومنافسة أكبر ملبنات ووحدات إنتاج الجبن بأشكاله المختلفة والياغورت ، ومزاحمة المحلات التي تعزز يوميا رفوفها بإمدادات متواصلة من هذه السلع بعرض بضاعتها وتقديمها للمستهلك بمذاق خاص لا يتعدى مجال الصناعة الحرفية والتقليدية التي كان نشاطها في وقت مضى محصورا في سوق المدينة الجديدة ومحلات بيع "الزبدة" و"الرايب" على مستوى الأحياء الشعبية فقط. ومع تطور هذا النشاط توسعت مساحة هذا الاختصاص وتطورت تجارته بأحياء الجهة الشرقية ووسط المدينة والتي تخصصت في بيع كل مشتقات الحليب حتى "كاموبير" و"الجبن الأحمر" و"غرويير"وكل ما يشتهيه الصائم المحب لثقافة الاستهلاك الصحّي الطبيعي .
.
