تعتز مدينة بوسمغون خصوصا وولاية البيض عموما بقامة من قاماتها، نذر حياته لتحفيظ كتاب الله لعقود من الزمن.إنه الإمام سيدي محمد بن رمضان ببوسمغون، والده هو العلامة سيدي محمد بن محمد رمضان، و حسب عديد المصادر فقد ولد سنة 1931 ، وانتقل مع والده إلى تلمسان ثم استقرّا بمدينة (بوسمغون ولاية البيض) وهناك تلقى تعليمه على يد والده العلامة سيدي محمد رمضان ، فحفظ القرآن الكريم والمتون الفقهية ، ومصنفات الحديث الشريف ، حتى برع فيها وخلف والده في إمامة المسجد العتيق بأبي سمغون ، إماما و مدرسا و خطيبا ، كما درس التوحيد والفقه والتصوف من خلال حفظ وشرح متن ابن عاشر. وخلال ثورة التحرير الوطني انخرط بالمنظمة المدنية وعمل في إطار جمع الاشتراكات والتحريض على دعم المجاهدين ومساندتهم..خلال الثورة التحريرية عين من طرف وزارة الشؤون الدينية إماما بالمسجد العتيق بقصر بوسمغون، وحظي بإجازات عديدة من طرف خلفاء وعلماء الطريقة التجانية بالجزائر وخارجها يصعب الإتيان عليها .زيادة على رسالته كإمام كان حريصا على تحفيظ كتاب الله لأبناء المنطقة ، و تربيتهم وتوجيههم إلى ما يفيدهم وينفعهم، وعلى يده تتلمذ المئات من الطلبة عبر عقود من الزمن من بوسمغون و ضواحيها. و على سبيل المثال لا الحصر فقد أكد الأديب و الناقد المعروف الإعلامي الأستاذ أحمد ختاوي أنه قدوته و شيخه الذي علمه الكثير ، وهو يذكره دائما فقد استطاع أن يحفظ على يديه 55 حزبا في عمر12 سنة، إضافة قواعد اللغة العربية و الأجرومية و إسهامه في تنوير المسلمين بأمور دينهم والإجابة عن أسئلتهم، حيث كان يعامل طلبته معاملة الأب، حيث لم يتردد في ذلك مضاف لها إصلاح ذات البين بين المسلمين و حل الخلافات بينهم، فكان محل ثقة في كل ما يهم الصالح العام للمسلمين و زهده بمتاع الدنيا وصدقه ،فكان بيته مفتوحا لمن يطلب النصح و التوجيه و الإرشاد، التفقه في الدين . وحظي و مازال يحظى بحب و تقدير السكان الذين يعتزون بمآثره و دوره في خدمة الإسلام عبر عقود من الزمن، فكان مربيا قبل أن يكون معلما و مؤمنا برسالته، غرس القيم والأخلاق في نفوس الصغار و الكبار، وحرص على أداء هذه الأمانة ،فعرف بحكمته و تواضعه و حنكته و حبه للسكان الذين بادلوه نفس الشعور من المحبة و التقدير و العرفان، بما قدمه من تربية و تعليم ،إرضاء للواحد القهار، طوال عقود من الزمن. شهد السكان له بالاستقامة والتواضع و نكران الذات والأخلاق الحسنة وتبوأ مكانته عندهم لأنه نذر حياته لتحفيظ كتاب الله عز وجل، و تحقيق أسمى هدف، وهو إنشاء جيل يحمل القرآن العظيم ،إلى أن وافته المنية في ليلة الخميس إلى الجمعة 16 سبتمبر 2022 بعد صراع مع المرض،تغمده الله بواسع رحمته و أسكنه فسيح جناته.
