"الجمهورية أونلاين " تقاسم إفطار موائد الرحمان في اليوم التاسع من رمضان ....."خير و خيرات" لإرواء ظمأ الصائمين

"الجمهورية أونلاين " تقاسم إفطار موائد الرحمان في اليوم التاسع من رمضان ....."خير و خيرات" لإرواء ظمأ الصائمين
رمضانيات
بِدأب العزم والهمّة تُعطّر مائدة إفطار الصائم بوهران وبروح التطوع والتضامن تُطرق أبواب مطاعم الرحمة بالمدينة المتوسطية وتفتح ذراعيها لاستقبال عابر السبيل والمعوز والأشخاص بدون مأوى، وبإمداد مفتوح على مصرعيه بعاصمة الغرب الجزائري تتكاثف الطاقات الشبانية لتعبئة رصيد رمضان ورفع ميزان التقوى وطاعة الله، وبتفانٍ في العمل والعطاء يُبرز العمل الخيري كل مظاهر التكافل والتآزر التي ترافق الجزائريين في موسم 2024. صورة حيّة وقفت عليها "الجمهورية أونلاين" مساء الثلاثاء ومشهد عفوي خالِ من التصنّع في الأوائل من رمضان ينحني له المجتمع الجزائري ويقف له وقفة الشكر والتقدير اشترك فيها الطاقم الصحفي في اليوم التاسع من الشهر الفضيل، مفضلا عدم تفويت جزاء أجر إفطار صائم، وتقاسم أجواء العمليات الخيرية حتى لا يسقط من قائمة الأجر والثواب ويُحرم من مكاسب العفو والعافية في فرص لا تتكرر كثيرا. كان يوما استثنائيا بالنسبة للطاقم الصحفي الذي دفعته ظروف العمل للإفطار خارج أسوار البيت العائلي، وكان موعدا غير عادي للفريق المجنّد الذي التزم طوعا وحبا لمهنة المتاعب بتنظيم خرجة ميدانية استهدفت فيها موائد الرحمان عبر الولاية من شرقها وغربها ووسطها وإن كان على حساب راحته وواجباته الأسرية في سبيل تقديم مادة متكاملة الأبعاد متجانسة الأهداف تبرز وبشكل واضح ما يناضل من أجله ناس الخير وما تتنافس عليه هذه الفئات الخيّرة من أجل تكريس روح التضامن فئات من أعمار متفاوتة تقف جنبا لجنب لضخ مساعدات لا تقاس بحجمها ولا تتقيد بالمساحة والمكان مادامت فضاءً مفتوحا له القابلية على استيعاب كل ضيوفه بأعداد متفاوتة وله القدرة على التكفل بالوافدين مؤمنا بأن الظمأ والإرواء له ضوابط ومقاييس والأولوية للصائمين من عابري السبيل والمعوزين والأشخاص بدون مأوى وفي آخر المطاف مائدة المتطوع التي لا يهدأ لها بال حتى تنتهي من مهمتها الإنسانية لثبوت أجر الصيام. بين الاستثناء والأصل والتعود والاضطرار اكتملت الأركان واستطاعت "الجمهورية أونلان" أن تكشف عن تلك اللوحة الإنسانية التي رسمها المتطوعون والمحسنون والجمعيات والهيئات التضامنية وعلى مائدة إفطار الصائم المنتشرة بكل أرجاء الولاية بدون استثناء للمواطن الوهراني الذي يتابع وباهتمام متواصل مثل هذه المشاركات ويساهم باستمرار وبدعمه المادي والمعنوي لإنجاح مبادرات مفتوحة على مدار أيام الشهر الفضيل ووفق شروط تنظيمية خاصة لا تقبل ولا ترضى بتسلل اختلالات تعيق مهمتها وترهن تميزها أو تركنه جانبا . 117 مطعما جندته الولاية للتكفل بالوافدين باختلاف مستوياتهم الاجتماعية من مرافق متنقلة وثابتة حملت على عاتقها مهمة تقديم خدمات في المستوى المطلوب وفي درجة عالية من العطاء والتضامن مزينّة بطاقات شبانية ارتأت أن تكون حاضرة وبالقوة في هذا الموسم وتشارك في رحلة الرحمة في شهر الإحسان والتوبة وتأهبت بالمقابل لخوض غمار المنافسة والعتق من النار، واختارت طريقا صعبا يستوجب الصبر والنفس الطويل والتضحية بدون مقابل للفوز العظيم والأعظم. في رحلة دامت 4 ساعات متتالية وبدون انقطاع وبالضبط على الساعة الخامسة والربع من مساء يوم أول أمس الثلاثاء بدأت مهمة مرافقة مائدة الإفطار وشرعت "الجمهورية " في تجسيد برنامجها المسطر خصيصا لتغطية فعاليات الحملة التضامنية في يومها التاسع عبر نقاط استهدفتها وسلطت الضوء عليها بداية من مرحلة التحضير لإعداد مائدة رمضان إلى غاية الإفطار وبعدها بقليل حتى لا تختصر المسافة أو تلغي مرحلة مهمّة أو حتى شطر خاص لا يقتل التجزئة والتقسيم أمام الانجاز الكبير الذي يشترك فيه الجميع من العون والطباخ إلى المحسن أو الجمعية أو الهيئة المنظمة ويسهر على السير الحسن للحملة ويطمح إلى زرع الابتسامة . وحتى نكون أكثر عدلا ونقدم عملا متكاملا اخترنا في هذا الاستطلاع الميداني أن نضبط قائمة النقاط ونحصرها بتوزيع مدروس في مطاعم كل من الهلال الأحمر الجزائري مكتب وهران المتواجدة بمكتبة بختي بن عودة البلدية "ميدياتيك" بوسط المدينة وفضاء عابر السبيل بشارع محمد خميستي لأحد المحسنين و مطعم الكشافة الإسلامية بالجامع القطب عبد الحميد بن باديس بحي جمال الدين، ثم مطعم الباهية لعابري السبيل، وفي الأخير جمعية دنيا زاد الآخرة المتواجدة على مستوى نهج الأسود ببئر الجير. هذا الاختيار لم يأت من العدم، بل فضلت الجمهورية أن تكون مرافقتها غير محدودة بداية من وسط المدينة إلى غرب وشرق وهران وتتميز كالعادة باستطلاعاتها . لم تختلف الأجواء ولم تتباين لا من حيث الحماس والحيوية ولا من حيث روح التعاون والانسجام التي لم تفارق كل المواقع التي زرناها وكأنها فضاء خيري مفتوح على الهواء لا يفرض تعداد معين ولا شروط استقبال ومعايير خاصة تقدم له رخصة تقاسم وجبة الإفطار لان عملتها الواحدة والوحيدة هي كسب ثواب إفطار صائم . طرقنا باب مطعم الهلال على الساعة الخامسة والنصف واقتربنا من المجموعة التطوعية المنصبة بالمكان ، وهي تتأهّب وتستعد كالعادة لاستقبال زوارها في أحسن الظروف، شباب وشابات لم يمنعهم الوسط العائلي والعادات والتقاليد من أداء واجبهم التضامني والتقرب أكثر من فئات هشة لم تنصفها الظروف للإفطار في الوسط الأسري لأسباب مادية أو اجتماعية أو مهنية لتجد ما ينقصها بمطعم الهلال الذي يلتزم بتقديم 200 وجبة ساخنة يوميا . بصعوبة كبيرة وأمام إلحاح الجميع تركنا المكان بحجة أن المهمة لا تزال طويلة وتوجهنا إلى النقطة الثانية المتواجدة بشارع محمد خميستي بوسط المدينة التابعة لأحد المحسنين الذي تطوع مع عائلته لفعل الخير وإطعام 56 وافدا يوميا و للموسم الثاني على التوالي بأطباق متنوعة لا تختلف عن المائدة العائلية ووجبات الأسرة الجزائرية بالجهة الغربية للوطن . لم يكن لدينا متسع من الوقت، إلا أننا ارتأينا أن تكون مهمتنا شاملة وكاملة لا تحرِم أي فئة، أو جهة متطوعة توجهنا مباشرة وبعد انقضاء ساعة ونصف من عمر الزيارة الميدانية إلى مسجد بن باديس وبالضبط مطعم الكشافة الإسلامية الذي يلتزم بتقديم حوالي 20 وجبة بمجموع 900 وجبة على مستوى نقاطه الخمسة الموزعة عبر تراب الولاية . لم يكن المكان فارغا عند وصولنا إلى مسجد بن باديس حيث كانت الساعة آنذاك تشير إلى السابعة مساء ، 19 دقيقة قبل موعد أذان المغرب ولم تكن الحركة مشلولة في انتظار استقبال المزيد من الضيوف من طلبة وعابري السبيل وعائلات بحاجة لمساعدة في أجواء طبعتها ابتسامة وترحيب المتطوعين . كان لزاما علينا الانتقال إلى مطعم عابري السبيل بالباهية ، نقاط التقاط المسافرين من مختلف ولايات الجهة الغربية والوسط ولم يكن هو الآخر فارغا أمام الإقبال والتوافد المنقطع النظير بعدما وجد الصائمون ضالتهم في شروط الاستقبال المجسدة في الخيّم التي تتسع لـ300 صائم 60 مائدة الإفطار . تركنا مطعم الباهية ونحن نسابق الزمن حتى نختم الجولة بفضاء دنيا زاد الآخرة قبل أذان المغرب ولم يكن أمامنا سوى 10 دقائق وبإصرار منا استطاع السائق أن يكسب الرهان ونصل إلى المكان في الموعد ونرسم لوحة جمالية تضم عائلات قصدت المطعم واستفادت من إفطار جماعي يحمل في طياتها كل الخصوصيات والشروط التي يحتاج هذا الأخير وفي ظروف عادية لا تخرج عن حدود العائلة الجزائرية ، فهنيئا لمن يسعى لفعل الخير ومن يطمح دوما لتعبئة رصيده الخيري.

يرجى كتابة : تعليقك