موجة الحرّ تدفع العائلات إلى شواطئ الكورنيش ... تزاوج بين متعة البحر وفريضة الصيام

موجة الحرّ تدفع العائلات إلى شواطئ الكورنيش   ... تزاوج بين متعة البحر وفريضة الصيام
رمضانيات
قبل ساعتين على موعد أذان المغرب تبدأ العائلات في التوافد على شاطئ الاندلسيات محمّلة بكل ما تحتاجه من مستلزمات مائدة الإفطار ، استعدادا لخوض رحلة التزاوج بين متعة البحر وفريضة الصيام في آخر الموسم ، تعلق به جانبا الجهد الكبير الذي تقدمه ربّة البيت منذ حلول الضيف الكريم . لم يكن أمس الجمعة يوما عاديا بالنسبة لسكان وهران أمام الموجة التي تجتاح المنطقة منذ يوم الخميس ال 25 رمضان ، ولم يكن خيار الإفطار الشاطئي مقتصرا على فئة معينة اعتادت على الأجواء الاستثنائية ، فقد سهّل الطقس الحار والقيظ غير الفصلي المهمة على عدد كبير من الصائمين وعجّل بمبادرة تنظيم مائدة رمضانية على ضوء غروب الشمس بعيدا عن التقليد والعادات المتوارثة . زوار من شباب وعائلات وأزواج اختاروا أن يكون يوم ال26 مميزا تُدّون تطوراته رمال البحر ويحتفظ بها في سجل يوميات رمضان 2024 كذكرى جميلة يعود إليها الصائم كلما حنّا إليها ويسترجع حيثياتها كلما سمحت له الفرصة لذلك . وعلى خلاف الأيام الماضية شهد الكورنيش الغربي أمس الجمعة حركية كبيرة صنعها الإقبال غير المعهود على الأندلسيات ، وحددت مشاهده النشاط والحيوية التي انطلقت منذ الساعة الرابعة مساء وازدادت حدة مع الساعة السادسة ، مع العائلات التي حزمت أمتعتها وحظرت كل أطباقها مسبقا حتى لا تحرم نفسها من الاستجمام وحتى لا تضيع لّمة البساط الذهبي . لم يبق السكون يلازم الأندلسيات طويلا ولم تدم لحظات التأمل والاسترخاء كثيرا ، حتى كسرت العائلات هدوء المكان وراحت تبحث كل واحدة عن مكانا يناسبها وتفرق الأطفال هنا وهناك وشرع الشباب في نصب الطاولات والكراسي بطلب من الوافدين مقابل 700 دينار للطاولة وتزينت الرمال بالأضواء و دخان الجمر الذي انتشر بكل مكان وامتزجت رائحة الشواء مع نسيم البحر مشكلة عطرا لا يقاوم . بكل عزم وهمّة بادر أفراد العائلات هذه المرة في ترتيب وتنظيم مائدة الإفطار تاركين ربّة البيت تستمتع بصوت الأمواج وحركات الأطفال التي لم تنقطع مفضلين التكفل بكل مراحل وخطوات الإفطار من إشعال الجمر وتسخين الأكل وتقديمه بالطريقة التي تحبذها هذه الأخيرة . ويمضي الوقت بسرعة بين شواء اللّحم و استكمال الترتيبات الأخيرة و يقترب موعد الإفطار ، وتتزيّن رمال الأندلسيات بموائد بلاستيكية بيضاء اللون وتختار عائلات أخرى الجلوس على الأرض بين أطباق المعقودة واللحم السلطات والحريرة و المملحات الموشحّة بصحن التمر واللبن . وماهي سوى ثوانٍ قليلة حتى تغيب الشمس ويصطف الصائمون لأداء صلاة المغرب بزاوية بعيدة عن الطاولات بإمامة شاب أصغرهم سنا و أجملهم صوتا تستمر تلك الأجواء إلى غاية ساعات متأخرة من الليل تحت أعين مصالح الدرك الوطني وبين جلسات الشاي والقهوة على الجمر .

يرجى كتابة : تعليقك