بعد سنوات من الاختناق بسبب الاعتداء الصارخ على الوسط الحضري بمندوبية العقيد لطفي شرق مدينة وهران، هاهي واحدة من أرقى أحياء المدينة تتنفس من جديد بعد مبادرة السلطات في القضاء نهائيا على النقاط السوداء بإزالة التوسعات العشوائية والقضاء على ظاهرة الاعتداء على الأرصفة والمساحات العمومية من قبل بعض التجار من أصحاب المحلات والمطاعم الذين قاموا بالاستيلاء على الأجزاء المقابلة لهم وضمها إلى محلاتهم واستغلالها بطرق غير قانونية وتحويلها إلى ملكية خاصة.
عادت أحياء العقيد لطفي إلى الوجه اللائق بمكانتها وموقعها باعتبارها واحدة من أكثر المناطق إقبالا للمواطنين والسياح وزوار الولاية، نظرا لكونها نقطة تسوق وترفيه، بالإضافة إلى احتواءها على أرقى المطاعم والمقاهي وقاعات الشاي، ما يجعلها القبلة الأولى لعشاق الحياة العصرية، إلا أن فوضى العمران شوهت الواجهة وصعبت حركة الراجلين وأدت ظاهرة الاعتداء على الأرصفة وتحويلها إلى جزء لا يتجزأ من المحلات الفخمة التي يستقبل فيها الزبائن إلى خلق ازدحام مروري دائم بعدة مواقع، هذا زيادة على استغلال البعض لمداخل العمارات، وتوسع المطاعم والمقاهي وبناء أسقف وتسييج المساحة ووضع دعائم وبناء سلالم، كل هذا تم دون أي اعتبار للقوانين وللحق العام.
جاءت حملات هدم التوسعات العشوائية التي شملت الأربعاء المنصرم عدة مواقع من حي العقيد لطفي، لتضرب بيد من حديد كل من يفكر في تجاوز القوانين والاعتداء بغير حق على الملك العام، وإنهاء سلسلة البناءات المستمرة على حساب مساحات عمومية، ملحقة الضرر بمستعملي الطرقات وبمنظر المحيط الحضري، حيث تمكنت عملية الهدم من استرجاع مساحات واسعة من الطرقات والساحات، والأرصفة التي كانت مغلقة ومسدودة، المبادرة استحسنها سكان الحي والولاية عموما، معبرين عن استيائهم من الوضع السابق الذي طغت عليه التوسعات المشوهة للطابع العمراني للمنطقة.